العدد: 9367
17-6-2019
قرية الشامية كالشامة على خدّ البحر، تبعد عن مركز المدينة 15 كم، وترتفع عن سطح البحر /50/ م ويمكن الوصول إليها من اتجاهين عن طريق القصر الجمهوري من الجهة الغربية الموازية لشاطئ البحر، ومن الجهة الشرقية (أوتوستراد اللاذقية – البسيط) رائحة نسماتها العليلة معبقة بعطر الورد الجوري والياسمين والرياحين من شتّى الألوان والأصناف، تتميز بتربتها الحمراء الخصبة الغنية بالعناصر المعدنية، وكما يقولون أهلها (إن رشيت الفلفل بينبت)، ولذلك يزرع أهلها جميع أنواع الخضراوات والأشجار المثمرة ومنها الحمضيات والزيتون والفواكه بأنواعها.
يوجد فيها مدرسةٌ للتعليم الأساسي والإعدادية والثانوية، ومركزٌ صحيٌّ، بالإضافة إلى الوحدة الإرشادية الزراعية التابعة لمديرية الزراعة وثلاث صيدليات وأطباء وعدد سكانها يفوق 4000 نسمة يعمل معظمهم بالزراعة، بالإضافة إلى الأعمال الأخرى، ولديها شاطئ رملي وآخر صخري ومغاور عديدة، وفيها العديد من المطاعم والمنتجعات السياحية، والشاليهات التي تمتد على طول الطريق المؤدية للشاطئ.
مشاكل بالجملة
كان لابد لنا من تقديم لمحة عن جمالية وروعة القرية التي تتزين بسهولها ووديانها وتلالها، وعند الوصول إلى النقطة الأهم والأبرز ألا وهي الخدمات التي نرى فيها شحاً واضحاً حسب ما جاء على لسان حال أهلها الذين اتفقوا على رأي واحد وهو بأنها منسية من أبسط حقوقها، فالمعاناة واضحة المعالم لنبدأ بالطرق التي لها ألف حكاية فمنذ سنوات لم يتم صيانتها، فالمطبات كثيرة والحفر عميقة مما يجعل الطرق عبارة عن بحيرات من المياه والوحل في فصل الشتاء، وفي فصل الصيف محملة بالغبار والأتربة، وعند مرور السيارات تتحول إلى ضباب من الغبار وبالمختصر المفيد تحتاج الطرق الرئيسية والفرعية إلى صيانة وتعبيد وتزفيت.
وعبّر بعض المواطنين عن استيائهم وامتعاضهم من خلال شكواهم من وسائل النقل التي تتفاقم يوماً بعد يوم، فالسرافيس لا تعمل إلا بحسب مزاجية السائقين، فالموظف أو الطالب الجامعي أو المواطن الذي لديه أعمال اضطرارية في المدينة يضطر للسير على الأقدام لمسافة أكثر من 3 كم للوصول إلى مفرق كرسانا ومن ثم لاستكمال طريقهم إلى المدينة لمتابعة أعمالهم، وفي يوم الجمعة يا سامعين الصوت لا حياة لمن تنادي، لا سرافيس ولا من يحزنون، فالسائقون لا يرغبون بالعمل على خطوطهم، ولا نعرف الأسباب؟
والمعاناة بدأت بعد فصل خط كرسانا عن الشامية منذ أكثر من سنتين، وبالتالي قلّ عددها، ولم تعد تفي بالغرض.
وتراكم القمامة والأوساخ حالها حال حيث ترحّل كل أسبوع مرة فقط، مما يؤدي إلى تكاثر وزيادة أعداد الحشرات والبعوض والبرغش بشكل أكبر، ناهيك عن الروائح الكريهة والنتنة وحتى الآن لا يوجد أيّ بادرة لعمليات الرش، ووضع الهاتف غير مقبول وخاصة في فصل الشتاء حيث يعانون من انقطاعات متكررة نتيجة أحوال الطقس.
أما ما يتعلق بالإنارة الشارعية معدومة بالكامل ومنذ سنوات دون أي صيانة أو إصلاحات، علماً يوجد في القرية كثير من الكلاب الشاردة والأفاعي التي تسرح وتمرح وتمنع الأهالي من التحرك ليلاً.
وهناك من يطالب بضرورة فصل بلدية الشامية عن برج القصب وعودتها كما كانت في السابق مستقلة، وذلك بهدف زيادة المخصصات والخدمات فيها، وكي لا تبقى في عداد الانتحار.
في حين موضوع فرز العقار /55/ الذي طال انتظاره منذ سنوات، علماً فقد كتبنا عنه سابقاً منذ حوالي أكثر من عشر سنوات ومازالت الوعود قائمة تمتد ما بين مدّ وجزر وإلى متى؟ الله أعلم . . والكثير يشكون من سوء وتراجع الخدمات، وبأنها لا ترقى لما تمتلكه القرية من جمالية وروعة وهبها الخالق لها.
توجهنا إلى السيد حسن نعمان رئيس بلدية برج القصب بتلك المطالب والطروحات لتخفيف المعاناة التي تؤرق أهل القرية، حيث جاء ردّه على تلك الاستفسارات والتساؤلات المطروحة: الشامية قرية ساحلية زراعية يبلغ عدد سكانها حسب الإحصائيات الموجودة لدينا 3768 مواطناً في الشامية و 192 مواطناً في وادي جهنم و 5106 مواطناً في برج القصب.
بالنسبة لترميم وصيانة الطرق الرئيسية والفرعية سيتم تنفيذ المشروع قريباً بكلفة ثلاثة ملايين ليرة سورية، وحالياً يتم إعداد الأضابير للصرف الصحي لقرية برج القصب، علماً لا يوجد أيّ صرف صحي فيها سوى/60/ م وسيتم تنفيذ المشروع بكلفة 35 مليون ليرة سورية بعد موافقة مديرية الخدمات الفنية وتزويدنا مالياً.
بانتظار الموافقة
وقدمنا طلباً للحصول على المبيدات الحشرية للقيام بعمليات الرش في المناطق السكنية، والمزارع المحيطة بالقرية لمكافحة البعوض والحشرات القارضة والبرغش عن طريق استخدام المرشات الآلية وحالياً بانتظار الموافقة للمباشرة بالتنفيذ.
وبالنسبة لمعاناة المواطنين من وسائل النقل فهي تقريباً عامة وللعلم فقد تمّ فرز بعض سرافيس الشاطئ الأزرق لخدمة الأهالي في برج القصب وحتى الآن ما زالت المعاناة قائمة، ورفعنا كتاباً يتعلق بهذا الشأن إلى شركة النقل لفرز أكثر من ثلاثة سرافيس لحل هذه المشكلة.
بعد سنوات تركيب ستة مصابيح يشير السيد نعمان إلى أنه تمّ وضع وتركيب ستة مصابيح كهربائية في الشوارع من قبل شركة الكهرباء، وسيتمّ استكمال البقية لاحقاً كما وعدنا.
ورفع قرار من قبل مجلس البلدية لفصل بلدية برج القصب عن الشامية بهدف زيادة المخصصات وتقديم الخدمات اللازمة وحتى الآن لم يتمّ الرد على ذلك. وبالنسبة لترحيل القمامة نطالب بزيادة الاعتمادات المخصصة للمازوت لأنها لا تفي بالغرض.
وتمّ رفع كتاب للدوائر العقارية والخدمات الفنية عن طريق المحافظة لمتابعة موضوع فرز العقار/55/ إلا أنّ القرار جاء بوقف التنفيذ والسبب يعود للشكاوي من قبل المواطنين منير حسن فياض، وأحمد إبراهيم الحايك وسمير أحمد الحايك، الذين حجتهم غير منطقية بأنهم لم يحصلوا على الملكية الكاملة لعقاراتهم، ومن وجهة نظر البلدية لا يحق لهم المطالبة كونها أملاك البلدية وهذا يؤثر على المستملكين للعقار، ومن جانب آخر محطتنا الثمانية مع إدارة مدرسة الشهيد بدر حسن درغام (الشامية) للاطلاع على أحوالها تقول المعلمة ماجدة أصف حسن مديرة المدرسة: الطالب هو محور العملية التعليمية بأبعادها، ومرحلة التعليم الأساسي من أصعب المراحل التعليمية، والسبب يعود لصغر المتعلمين وهم في قمة حيويتهم ونشاطهم وحركتهم داخل الصف، وهذا بالتالي يتطلب منّا جهداً مضاعفاً لإدارة الصفوف.
وتضم المدرسة حوالي 400 طالبٍ وطالبةٍ موزعين على 12 شعبة وبعض الشعب يوجد فيها أكثر من 40 طالباً، ونعاني من عدم نضوج الطلاب وبالتأكيد (من لا يحب صعود الجبال يعيش أبد الدهر بين الحفر) ومن أهم الصعوبات والمعوقات التي تعترض سير العمل والمقترحات هو أنّ البناء سيئ ويحتاج لصيانة شاملة، علماً فقد تمّت عمليات الصيانة بمساعدة من مديرية التربية من طلاء الجدران فقد تمّ طلاء الطابق الأول فقط بالرغم من أنّ الطابق الثاني يحتاج أيضاً لذلك، ونقترح إقامة دورات تدريبية للمعلمين التربويين لتطوير آلية العمل التربوي والتعليمي.
وهناك معاناة حقيقية من وسائل النقل التي تسبب تأخر المعلمات والمعلمين عن الدوام المقرر، لذلك ونطالب بأن يكون الدوام موحداً، وتأمين سرافيس إضافية.
وضرورة إقامة بناء طابقي للمدرسة الابتدائية وآخر للثانوية، ووضع مشرف صحي كما كان سابقاً، علماً حالياً يتم إرسال المشرف الصحي من المستوصف أو المركز الصحي للكشف على الطلاب مرة كل سنة، وهذا غير كافٍ ومن المفروض أن يكون شهرياً، وإعطائهم الأدوية اللازمة في الحالات المرضية لمنع انتشار أي وباء بين الطلاب.
وحول موضوع النظافة تشير مديرة المدرسة إلى أنه من المواضيع الهامة التي تؤرقنا الأوساخ والنفايات توضع على حرم المدرسة، مما يجعلنا نعمل على جمعها واحراقها، لأنها لا ترحل إلا كل أسبوع مرة واحدة، ويشتكي الأهالي من حرق النفايات إلا أنه لا يوجد أي بديل لنا عن ذلك، كما لا يوجد أي حاويات لوضع الأوساخ والنفايات فيها، لذلك نطالب بوضع حاويات للقمامة.
والمدرسة تساهم بنشاطات متنوعة ومن أهمها المشاركة بالمعرض السنوي الذي يضم أعمالاً يدوية متنوعة ورسومات ورسائل تعليمية عن نتاج الأطفال وإبداعاتهم، وتلك الإبداعات تسجل قيمة مضافة إلى سجل علاماتهم والهدف من ذلك هو تشجيع الأطفال على ممارسة هواياتهم، ونقدم عروضاً مسرحية، بالإضافة إلى إقامة الرحلات الترفيهية وقد تم تنفيذ ندوتين الأولى صحية عن مرض السل والوقاية والعلاج والثانية حول الصحة الإنجابية والأسرة والعنف.
ورداً على سؤالنا عن واقع الروضة التي تتبع لمديرية التربية فالصورة أصدق من الكلمات لأنها لا تتكلم عن الأشياء، وإنما تجعل الأشياء تتكلم عن نفسها، وهذا ما شاهدناه وما لمسناه بعد الشكاوي وبعض الأهالي يقولون وضع الروضة مزرٍ، فحالها يرثى له فهي روضة بالاسم فقط، لأن الخدمات سيئة جداً فالبناء قديم، والمقاعد معظمها مكسر، ويحتاج لصيانة أو استبدال، والنوافذ تقريباً على الهيكل والجدران تحتاج لطلاء، لأن وضعها سيئ للغاية، أما بالنسبة للحمامات تبيّن أنها غير موجودة، وحتى مياه الشرب مفقودة، ولا يوجد معلمات أساسيات، إنما فقط بالوكالة، وجميع وسائل التشجيع والترغيب للأطفال معدومة، حتى وسائل التدفئة غائبة تماماً فالبرد في الشتاء ينخر وينهك عظامهم الصغيرة، وبشكل عام يمكننا القول بأنها خرابة، وهذا ما يستدعي الأهالي للجوء إلى رياض الأطفال الخاصة.
وجدير ذكره أن عدد أطفال الروضة حوالي 15 طفلاً، والقسط السنوي 20 ألف ليرة سورية لكل طفل.
المعلم باسم الدوجي – المرشد الاجتماعي في المدرسة يؤكد على أهمية توعية الأطفال وتعليمهم الانضباط والنظام، ضرورة حل الإشكالات في حال حدوثها بين الإدارة والمعلمات والأهل.
وبشكل عام دورنا الأساسي يتجلى بدراسة الظواهر الاجتماعية وسلوك الأفراد ضمن المدرسة، التي هي جزء من المجتمع، وأهمية دراسة السلوك وتصحيح تصرف الطالب غير السوي، بالإضافة إلى تحفيز الطلاب وتشجيعهم على الاجتهاد والمثابرة، ومراعاة الحالات المرضية التي تستدعي المتابعة، وتحفيز الطالب المتراجع بدروسه حيث يوجد سجلات تخص كل طالب تتضمن تحصيله خلال العام الدراسي، ونتابع طلاب ذوي الاحتياجات الخاصة ومساعدتهم للتعايش مع الآخرين، والعمل على تخفيف العنف والعدوانية لدى البعض منهم وحل مشاكلهم ونطالب بالدوام الموحد.
المعلمة رولا قنجراوي – إنكليزي تبين أن المعاناة تصب باتجاه واحد إلا وهو وسائل النقل التي تؤرقهم وتقول: كوني أسكن في المدينة احتاج لساعات للوصول إلى المدرسة سواء في الذهاب أو الغياب نتمنى من الجهات المعنية حل هذا الموضوع.
وهناك بعض المعلمين يؤكدون على ضرورة المحافظة على الانضباط والنظام لدى التلاميذ كما كان سابقاً حيث يخضع التلاميذ لأوامر وتوجيهات المعلمين في هدوء وسكينة، بينما حالياً فقد غابت سلطة المعلم وقلت هيبته، ونحن بالتأكيد لسنا مع حاله ضرب الطلاب، إنما يجب أن يكون هناك عقاب رادع لإخضاعهم للانضباط كي لا يحدث أي خطأ، والمطلوب التعاون والتنسيق مع الأهل لتوعيتهم منهم أجيال المستقبل الزاهر، فالمدرسة في نهائية المطاف توسع مداركهم وتشحذ مواهبهم وتصقلها وخاصة في مرحلة الصغر، فهي التي تعد أجيالاً واعدة.
ومن خلال الواقع التي تم توصيفه نرى بوضوح الواقع السيئ لذلك نضم صوتنا إلى صوتهم للنهوض بالواقع الخدمي، وضرورة تحسينه وضرورة تفعيل دور المجالس وتأمين الموارد لتطوير الواقع الخدمي.
مريم صالحة