مفرقعات عام جديد

الوحدة 30-12-2023

ونحن نغلق أبواب بؤس وأوجاع عام ونفتح باب عام جديد بالأمل والتفاؤل لفرج آت، ولا يكون بغير المفرقعات التي قال عنها الطفل إبراهيم : هي لعب جميلة، ولا يصدق أن يأتي العيد دون أن يكون قد اشترى الكثير منها من حصالته التي تكاد تلم بعض المال ولا يستطيع أن يتجاوز بها: الصواريخ والبلوطة والزلازل و البلابل وأرض جو، فأصغرها الصاروخ بألف ليرة وأكبرها الزلزال ب 20 ألفاً، هذا بالنسبة للطفل، أما للكبار فيصل سعر المفرقعات التي يشترونها إلى ما فوق المئة ألف ليرة، وعندما يقصد البائع في متجره، يرد عليه بهدوء أن يتوجه إلى بيته، فالمفرقعات لا تباع هنا ومحظورة .

أما والده السيد جابر يقول : لا أستطيع أن أرفض له طلبه، رغم أنها غالية الثمن وتثقل من أوزارها علينا. لكنها تبث الفرح في قلبه الصغير في هذا الزمن البائس الكئيب الذي لم نعد فيه نستطيع تلبية أدنى طلباتهم أو رغباتهم، وهذه آخر رغبة لهم بالسنة القديمة وأولها في العام الجديد، فكل عام وبلدي وأهلها بألف خير.

السيدة مريم تتذكر السنوات الغابرة لتقول : صحيح أني لا أحرم أولادي فرح العيد وشراء المفرقعات لكن قلبي ضعيف وأبقى قريبة منهم عندما يأخذون القداحة و يسارعون لإشعال المفرقعات، فقد عاشت عائلتنا مرارتها، عندما أصابت عين أخي وعاش بعين واحدة، لا نستطيع اليوم رد أولادنا خائبين، وهم يشاركوننا الحاجة والعوز وضنك العيش، نحاول ونسعى لنفرج عنهم في رأس السنة الميلادية الجديدة التي نستبشر فيها خيراً ودوي المفرقعات فيها يشعل جذوة الأمل والفرج القريب.

هدى سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار