الوحدة: ٢٩-١٢-٢٠٢٣
يبدو أننا لازلنا ومنذ عقود مضت نرواح ضمن الدائرة الضيّقة نفسها، فقضية عمر السوما وقصّة إبعاده عن تشكيلة الفريق أصبحت وبامتياز حديث الشارع الرياضي، بين مؤيد لقرار المدرّب ومعارضاً له، وأصبح هذا الأمر يشكّل ما يشبه التحريض على نزاع داخل المنتخب، وتم وضع عناوين وإشارات استفهام من كل حدب وصوب على قرار المدرب العالمي (هيكتور كوبر) الذي يُعتبر هو الطبّاخ الأهم لتكوين تشكيلة حقيقية يمكنها المنافسة ومقارعة الفرق الأخرى مهما علا شأنها، فقد أخذ الشارع الرياضي يُكيل على القرار، ويضع العناوين على نهاية المنتخب الوطني نافين ومُغمِضين عن وجود عشرة لاعبين غالبيتهم من مدارس عالمية، معتبرين غياب السوما كارثة الكوارث، ونهاية المطاف، ناديه السعودي وصاحب إنجازاته استغنى عنه بطرفة عين ولم يحدث الانهيار، وإذا افترضنا أنه تعرّض لإصابة ما قد تُبعده لعدّة أشهر عن الملاعب، هل سيكون هناك نفس القصف والرجم؟
تفاعلات وتريندات اعتزال السوما على شبكات التواصل الاجتماعي، وتعاطف الكثيرين، كانت كمن وضع الزيت على النار فزاد اشتعالها وأجّج الأحداث، الجميع على قناعة كاملة بأنّه لاعب مهاري وقنّاص، لكن بالنهاية المدرّب هو من يقرّر، إذ أن مقولة التدخّلات قد ثبُتت تماماً الآن على مرأى الجميع، لماذا لا يتم ترك المدرّب يتفرّد بالقرارات المصيرية الخاصّة بتشكيلة الفريق، حيث يصبح أمام العيان هو المسؤول الأول والأخير عن النتائج، عدا عن ذلك، هل ستبقى الأمور معلّقة على أشخاص ولاعبين لا يمكن صناعة بديل عنهم؟ .. بالأمس وخلال الدوري الانكليزي لعب ليفربول بالنسخة الاحتياطية أمام فريق نيوكاسل وتمكّن من الفوز، بعيداً عن محمد صلاح وهيندرسن وفاندايك وفالينهو وغيرهم، فإذا لم يكن لدينا سوى عمر السوما فعلى المنتخب السلام والرحمة، مع التقدير الكبير لعطاء السوما واحترامه الدائم والتزامه مع المنتخب الوطني، علماً أن أنديتنا المحلية متخمة بالقنّاصين أشباه السوما، هم بحاجة فقط لتقديمهم وإعطائهم فُرص المشاركة لإثبات الموهبة .. فسابقاً لدعنا حليب المدربين والتدخلات والمحسوبيات التي كانت تأتينا بالويلات والفشل، والآن أصبح واجباً علينا نفخ الّلبن، وإعطاء الخبز لخبّازه ولو أكل نصفه، اتركوا كوبر يعمل.
سليمان حسين
تصفح المزيد..