العدد: 9366
الأحد-16-6-2019
الحوادث وما تسببه من خسائر مادية ومعنوية وبشرية، هي نزيف للدماء والأرواح والأموال فالتطور يجب أن ينعكس إيجاباً وتهذيباً على سلوك الأفراد وأن يكون لبناء المجتمع وليس للإضرار به ولخدمة الإنسان وليس لإزهاق روحه، وشعبنا عانى ويعاني الكثير بسبب الإرهاب وليس بحاجة إلى أوجاع رأس وأورام سرطانية جديدة، كل شيء يتجاوز حده ينقلب إلى ضده ليست أشعة (إلفا أو بيتا أو غاما) ولكنها أنوار مبهرة تستخدمها شريحة واسعة من السائقين اللامبالين وأصحاب الدراجات النارية داخل المدينة وخارجها ما يؤدي للتسبب بوقوع حوادث لا تحمد عقباها، وهي غير مفيدة حتى في الطقس السيء ووجود الضباب وتعذر الرؤية في فصل الشتاء، لاسيما وأننا في المنطقة الساحلية نعاني من سوء الرؤية وتشكّل الضباب.
يعمد بعض السائقين عند شراء السيارات الحديثة إلى تغيير الأنوار العادية الأصلية وتركيب (لدات مبهرة بيضاء) التي تعمي شبكية العين وتمنع الرؤية لدى السائق المقابل العابر، وما يزيد الطين بلة لجوء أصحاب الدراجات النارية إلى التفنن في تركيبها على مختلف أجزاء الدراجات حسب مزاج ومراق صاحبها، فتخطف أبصار السائقين الآخرين على الطريق ويظنون أنفسهم بمواجهة (قاطرة ومقطورة) فيضطرون للتمهل أو التوقف أحياناً وعرقلة السير حتى تتجاوزهم الدراجة الباهرة المبهرة.
من آداب استخدام الطريق عدم إزعاج الآخرين بالأنوار المبهرة وأغلبية السائقين يقومون بإطفاء الأنوار والتبديل بين العالي والمنخفض أثناء التجاوز حرصاً على سلامة القيادة وسلامة الآخر وتجنباً لوقوع الحوادث المؤسفة، بينما أصحاب السيارات المبهرة لا يقومون بإطفاء أنوارهم المؤذية، ما يؤثر على عيون وأعصاب ونفسية سائق السيارة العابرة الذي يتقيد بأنظمة السير يحسّ برائحة الخطر تنبع من كل مكان ومن السيارات أمامه وخلفه تنهشه هواجس التعرض لحادث وتؤرق أوقاته وبقايا القلق والارتباك والخوف من المجهول تأخذه وتعود به.
الوقاية من الحوادث وهدف المحافظة على الدماء والأرواح والأموال والأنوار المبهرة يجب معاملتها مثل الزجاج (المفيّم) ومن واجبات فرع المرور عدم التساهل والتشدد بقمع هذه الظاهرة المؤذية وسحب رخصة القيادة مؤقتاً وتطبيق عقوبات السير المشددة وتسيير دوريات (طيّارة) لا تلتزم أو تختص بمكان ثابت أو محدد في الليل لملاحقة وقمع هذه الظاهرة التي تعبر عن الاستهتار وذوق منخفض لا مبالٍ وغير حضاري ومخالفة سائقها ونزعها وحجزها تحت طائلة المسؤولية حتى تسوية وضعها، والقيام بحملة إعلامية وتوزيع الملصقات في الشوارع التي تنبّه السائقين إلى مساوئ وأضرار هذه الأنوار وتبيان مساوئها على الصحة العامة والقيادة الآمنة.
ومن تعاليم القيادة الآمنة والمرور التقيد بالأنظمة والقوانين والسرعات المحددة داخل المدينة وخارجها، وعندما تكون المخالفة رادعة يفكر ملياً قبل ارتكاب المخالفة وبالتالي تقليل الحوادث والخسائر والضحايا والأضرار والتشديد أثناء امتحان الراغبين بالحصول على إجازة السوق على تعليمهم الأنوار النظامية وكيفية استخدامها في المدينة والطرق العامة واعتباره سؤالاً مرسباً لمن يخطئ بالإجابة عليه.
هناك من يقول: (إذا حان القدر عمي البصر) فكيف إذا كان الوصول عكس ذلك ونحن الذين أعميناه بكامل وعينا وإرادتنا؟
منى الخطيب