العدد: 9365
13-6-2019
يشكل موضوع الحفاظ على نظافة الممتلكات العامة وتجنب الأضرار بالبيئة المحيطة التي نعيش فيها والتي تعطينا الراحة والأمان واجباً علينا جميعاً، إلا أن واقع الحال يبين وجود الكثير من التعديات على بيئتنا والعبث بجمال طبيعتنا وما انتشار ظاهرة المكبات العشوائية ووضع أكياس القمامة والنفايات أمام مداخل البنايات وعلى الطرقات العامة كالأوتوستراد وغير ذلك من مناظر باتت مثيرة للإزعاج إلا أحد أشكال هذه التعديات التي تتسبب في حدوث الكثير من الأضرار إن كان لجهة انتشار الروائح الكريهة والحشرات، أو للتأثيرات السلبية التي تتركها على التربة الصالحة للزراعة أو على الناس من خلال حرمانهم من الاستفادة من ظلال الأشجار الوارفة بعد أن أضحى يتربع تحت كل شجرة تقريباً مكب للقمامة يشكل ملاذاَ آمناً للحيوانات الضارة مثل القطط والكلاب والجرذان.
وإذا كانت الجهات الخدمية مسؤولة عن النظافة العامة فإن المواطن نفسه يتحمل وزراً من هذه المشكلة وذلك إما لجهل البعض بثقافة النظافة العامة أو لعدم احترام البعض الآخر للقوانين التي تحكم العمل في هذا الجانب أو نتيجة لتكاسل البعض وعدم قيامهم بجمع قمامتهم ووضعها في الأماكن المخصصة لها، لتبدو الصورة وأمام ما قدمناه مجالاً لطرح الكثير من التساؤلات لا سيما وأن الكل يعمل جاهداً للحفاظ على نظافة منزله أو حديقته الخاصة ليقوم بعد ذلك بوضع أكياس قمامته على مدخل بنايته أو على مفارق الطرقات بما لذلك من تأثيرات على الصحة العامة والمنظر الجمالي العام لمدننا وقرانا بما يشكله ذلك من مفارقة عجيبة باعتبار أن النظافة كل لا يتجزأ وهي في المنزل كما في الشارع او في أي مكان، وإن الاهتمام بها سلوك يجب أن ينطلق من الشخص ذاته ليعم بعد ذلك على المجتمع بشكل عام باعتبار أن الفرد هو الخلية الأساسية في المجتمع وأن قيام الفرد بواجبه يؤدي إلى مجتمع خال من أشكال التجاوزات التي تبدو صورتها أكثر وضوحاً عندما نتحدث عن النظافة التي تشكل أهم معالم الحضارة والرقي عند الأمم.
معينة أحمد جرعة