الوحدة 16-12-2023
تنظر فرق الباحثين في العالم بعين الريبة إزاء عدم إجماع المجتمع العلمي على نتيجة واضحة حول مخاطر الهواتف الخلوية، إذ لاتزال الدراسات حتى الآن تتسم بالغموض والبعد عن الجزم والإجماع فيما بينها…. ويلاحظ أنه في حال خروج دراسة تؤكد مخاطر هذه الأجهزة الحديثة سرعان ما تظهر دراسة أخرى ترعاها إحدى الشركات المصنعة للهواتف الخلوية لتهدم كل النتائج التي خرجت بها الدراسة السابقة. وعلى الرغم من هذا الجو البعيد عن الإجماع، فإن أعداداً متزايدة من العلماء يجتمعون على مخاطر هذه الأجهزة عندما تصل إلى أيدي الأطفال والمراهقين، وينصحون الأهل بالتفكير ملياً قبل الإقدام على شرائها لأطفالهم، وذلك لوجود خطورة محتملة على صحتهم على المدى البعيد. سابقاً حذر العلماء من مخاطر الأشعة الإلكترومغناطيسية التي تنبعث عن الهواتف الخلوية، وإنها قد تؤدي إلى أورام خطيرة في الدماغ وعلى الرغم من وجود اتفاق علمي على مستوى عالمي إزاء مخاطر الأشعة المنبعثة عن الأجهزة الخلوية على صحة البالغين فإن هناك بعض الشكوك التي لا يمكن تجاهلها حول أضرار مخاطرها على صحة الأطفال والمراهقين، وأنه ينبغي على الآباء إبعاد الهواتف الخلوية عن أبنائهم قبل بلوغ السادسة عشر من العمر، كوسيلة للوقاية من الأذى المحتمل بسبب الأشعة المنبعثة منها، وتؤكد الدراسات أنه عند استخدام الهاتف الخلوي فإن ما نسبته 70 إلى 80 في المئة من الطاقة المنبعثة من وحدة الاستقبال والبث يتم امتصاصه عبر الرأس، وتكون الخطورة مؤكدة إذا علمنا أن عظام الجمجمة تكون رقيقة وعدم وصول أدمغتهم إلى مرحلة النضج الكامل ما يجعلهم أكثر حساسية للأشعة مقارنة مع البالغين. وتجدر الإشارة إلى أن أعراض أورام الدماغ تحتاج إلى 30 عاماً للظهور لذا فإن الأطفال الذين يستخدمون تلك الأجهزة خلال فترة الطفولة أو المراهقة سيعانون نتائج بالغة الخطورة. وإذا استدعت الحاجة إلى إعطاء الطفل الهاتف النقال فيتعين على الأهل اتباع إجراءات الوقاية مثل استخدام السماعة لإبقاء وحدة الإرسال والاستقبال في الجهاز بعيدة عن الدماغ.
لمي معروف