منظومــة الصــرف الصحــي في اللاذقيـــة وأهــم المشــاريع المنفــذة..

العـــــدد 9365

الخميس 13 حزيــران 2019

 

 

من خلال الاهتمام بطرق معالجة مياه الصرف الصحي وقدرة محطات المعالجة على توفير السلامة والحد من مخاطرها فقد كانت الحاجة ملحة إلى تنظيم حركة هذه المياه بشكل منظم ومدروس ما ينعكس إيجاباً على الجميع, فالطرق القديمة لشبكات الصرف كانت تشهد هدراً مخيفاً في كميات المياه المالحة بطرق عشوائية وغير منظمة من هنا تم التأكيد على استخدام الطرق الإيجابية من قبل الجميع سواء كانت مجتمعات أهلية أو جهات عامة أو خاصة, لذلك تم إيجاد بدائل وكانت محطات المعالجة هي أهم الحلول إضافة إلى توفر الوعي وتزايد الأهمية لشبكات الصرف الصحي المنتظمة ومعالجة مياه الصرف الصحي لتصبح مياهها صالحة لري المزروعات.
يمكننا أن نتعرف على الواقع البيئي ومحطات المعالجة المشادة في محافظة اللاذقية التقينا المهندس رفيق صالح نوفل مدير شركة الصرف الصحي الذي حدثنا عن مهام الشركة العامة للصرف الصحي وفق الهيكلية التنظيمية والفنية والقانونية.
تعمل الشركة العامة للصرف الصحي وفقاً لمرسوم إحداثها رقم /386/ لعام 2001 على صيانة واستثمار شبكتي الصرف الصحي والمطري لمدينة اللاذقية بالتنسيق مع مجلس المدينة, إضافة إلى تنفيذ مشاريع الاستبدال والتجديد والتوسع الواردة بالخطة الاستثمارية للمؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي, وقد تم تكليف الشركة إضافة إلى ما سبق بمتابعة تنفيذ المشاريع المركزية الواردة بالخطة الاستثمارية لوزارة الموارد المائية.

وعن خطة 2018 أفاد م. نوفل: تمّ خلال العام 2018إبرام مشروع صيانة من ضمن الموازنة الجارية للشركة مع الشركة العامة للبناء والتعمير لتنفيذ أعمال الصيانة الطارئة في مختلف أنحاء المدينة بقيمة إجمالية/125/ مليون ليرة وقد أنجز بالكامل, وكان الهدف منها معالجة الأعطال وشكاوى الأخوة المواطنين في المواقع التي لم تتمكن ورشاتنا معالجتها بواسطة الضخ والتسليك والتعزيل.
كما تم تفويضنا من قبل المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي بتنفيذ مشاريع الاستبدال والتوسع, حيث تم إبرام عقد بقيمة إجمالية/70/ مليون ليرة من ضمن الموازنة الاستثمارية للمؤسسة مع مؤسسة تنفيذ الإنشاءات العسكرية وقد أنجز بالكامل وذلك لاستبدال جزء من شبكات مدينة اللاذقية التي يصل عمر البعض منها إلى أكثر من /50/ عام, إضافة إلى مواكبة التوسع العمراني للمدينة.
كما تقوم الشركة بمتابعة تنفيذ بعض المشاريع المركزية/قنوات مطرية/ قناة دعتوري دمسرخو وبسنادا – قناة مستودعات الأعلاف والنسيج/ خطوط ومحاور مجمعة رئيسية وصلات مصبات القرى الواقعة على مسار محور طرجانو- خطوط الصرف الصحي في / السنديانة – بريكة- الناصرية – قرقص / في منطقة القرداحة- خط الصرف الصحي في القطلبة- محور الحفة / محطات معالجة اللاذقية – البرجان – سيانو الحويز- البودي- طرجانو/ متعاقد عليها مع شركات القطاع العام الإنشاءات العسكرية- البناء والتعمير- المشاريع المائية/ من ضمن الخطة الاستثمارية لوزارة الموارد المائية حيث تم رصد اعتمادات لعام 2018 بقيمة /863/ مليون ليرة سورية تم من خلالها إنجاز قسم كبير من هذه واستكمال مشاريع أخرى وقد بلغ الإنفاق مع فروقات الأسعار لغاية 31/12/2018 حوالي/1566/ مليون ليرة سورية بنسبة إنفاق /181%/ وعن خطة عام 2019 أوضح م. نوفل:
تم رصد الاعتمادات التالية لعام 2019 :مبلغ /100/ مليون ليرة سورية ضمن الموازنة الجارية للشركة لتنفيذ مشاريع الصيانة الطارئة وقد أبرم بها عقد مع الشركة العامة للبناء والتعمير وقد بلغت نسبة الإنجاز لتاريخ 30/4/2019 حوالي 35% .
ومبلع /135/ مليون ليرة سورية ضمن الموازنة الاستثمارية للمؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي لتنفيذ مشاريع الاستبدال والتجديد والتوسع, وقد أبرم بها عقدين الأول مع مؤسسة تنفيذ الإنشاءات العسكرية فرع /10/ والثاني مع الشركة العامة للبناء والتعمير, وقد بلغت نسبة الإنجاز لتاريخ 30/4/2019 حوالي 72%.
أهم المشاريع المدرجة في خطة الوزارة لعام 2019
أوضح م. نوفل: مشروع القناة المطرية C /المرحلة الثالثة/ بين دعتوري بسنادا ودمسرخو وقد أبرم عقد مع مؤسسة تنفيذ الإنشاءات العسكرية بكلفة تقديرية حوالي /395/ مليون ليرة سورية كما أبرم معها مشروع محاور وخطوط صرف صحي شمال وجنوب منطقة الدعتور بكلفة /149/ مليون ليرة سورية.
المنصرفات السائلة:
إن معالجة المنصرفات السائلة للمؤسسات الصحية والمنشآت الصناعية يجب أن تتم عبر تنفيذ محطة معالجة لها كون هذه السوائل من المياه ذات محتوى عالي من المعادن الثقيلة السمية وهي عالمياً تصنف كنفايات مياه خطرة ناجمة عن الأعمال التشخيصية وإجراءات التطهير والتعقيم والمعالجة ونواتج تطهير الأفلام الشعاعية وكذلك الكيماويات العضوية لمحاليل التنظيف والتطهير والمحاليل ذات الأساس الفينولي المستخدمة لتنظيف الأرضيات وزيوت المركبات والمبيدات الحشرية والأسمدة العضوية, فمن المعروف أن المنصرفات تحوي معادن سامة قد تؤثر على كفاءة عمل محطات المعالجة وحول هذا الموضوع يقول نوفل:
إن وجود المواد السامة والعناصر الثقيلة يؤدي إلى تثبيط عمل البكتريا التي تعتمد عليها المحطات في عملية المعالجة وهذه المواد توجد في المياه الصناعية الناتجة عن معامل الصناعات الكيميائية المختلفة, أما المحطات المستثمرة لدينا فهي تستقبل مياه صرف صحي منزلية ولم نلاحظ وجود هذه المواد.
وعن صيانة واستثمار مرفق الصرف المطري أفاد م. نوفل
مع قدوم فصل الشتاء فإن الشركة تقوم منذ بداية الشهر الثامن باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتعزيل وتسليك الفوهات المطرية والأقنية المطرية ضمن مدينة اللاذقية استعداداً لموسم الأمطار وتلافياً لحصول اختناقات مرورية بسبب هطول الأمطار الغزيرة, وقد تم تشكيل فرق لصيانة مرفق الصرف المطري.
محطة المعالجة الرئيسية لمدينة اللاذقية لفت م. نوفل:
يعد مشروع محطة المعالجة الرئيسية لمدينة اللاذقية المشروع الأهم ضمن منظومة الصرف الصحي في مدينة اللاذقية حيث تم التعاقد على تنفيذ المشروع مع شركة طهران ميراب, بموجب العقد رقم 42/25/4/6 لعام 2008 بقيمة إجمالية /1,853/ مليار ليرة سورية, وقد توقف العمل بالمشروع بسبب الظروف الراهنة, وبتاريخ 16/6/2016 استأنفت الجهة المنفذة العمل ويتم حالياً تنفيذ أعمال /حفر- سبر – ضخ المياه من موقع الحفر../ في الموقع العام.
التفتيش البيئي:
إن محطات المعالجة لمياه الصرف الصحي تأخذ الساحة الأكبر من اهتمام الدولة مستقبلاً أو حاضراً في إيجاد خطط ودراسات داخلية وخارجية للدخول في مجال المعالجة لتغطية العجز الحاصل لها, فالحكومة تركز على استقدام مختصين وتقوم بتأهيل وتدريب الكوادر ممن يملكون دراسات متخصصة في هذا الجانب كما تسعى لإحداث معهد للدراسات العليا في الموارد المائية لتخريج كوادر لتلك المحطات, وعن أحدث المنهجيات المتبعة عالمياً في مجال إنشاء محطات المعالجة يقول م. نوفل: إن مهمة التفتيش البيئي هي مسؤولية مديرية البيئة التي تعتمد على القوانين الصادرة بهذا الخصوص لرصد مؤشرات التلوث للتربة والماء والهواء, أما عن المنهجيات والأحدث فلا يمكن القول عن أي حل بأنه الأحدث لأن لكل محطة خصوصيتها وهناك مدارس متعددة قد يكون لها رؤى مختلفة لوضع تصاميم مختلفة لنفس المحطة, إلا أننا نعتمد مؤشرات لتقييم أي تصميم تعتمد على النتائج المرتقبة والمساحة اللازمة والطاقة المستجرة وعدد الكوادر اللازم للتشغيل.
ضابطة مائية:
لابد من إنشاء محاكم مختصة تنظر في المخالفات المرتكبة بحق البيئة وفق أحكام البيئة وقوانين التشريع المائي وشركة المياه والصرف الصحي لتحقيق حصاد بيئي ملموس على أرض الواقع.
وحول إنشاء محكمة تنظر بجميع المخالفات المرتكبة بحق البيئة وفق أحكام البيئة أوضح م.نوفل :
تم استناداً إلى نظام الاستثمار تشكيل لجنة ضابطة مائية تقوم بقمع المخالفات والتعديات على شبكة الصرف الصحي حيث يتم تنظيم ضبوط أصولية وإحالتها إلى القضاء المختص..
صعوبات تواجه محطات المعالجة:
إن إرساء القواعد الأساسية لسلامة البيئة وحمايتها من التلوث يصطدم بعدة صعوبات أهمها عدم وجود محطات المعالجة كافية وانتشار المنشآت العامة والخاصة بشكل عشوائي داخل المخططات التنظيمية وعدم تبلور الوعي البيئي بشكل كامل وهو أهم التحديات.
وعن أهم الصعوبات التي تواجه محطات المعالجة أوضح م. نوفل:
– الصعوبة في تأمين التجهيزات المتعاقد عليها بسبب الحصار الاقتصادي
– عدم توفر الخبرة الوطنية الكافية في مجال دراسة وتنفيذ وتشغيل المحطات.
– الصعوبة في إنجاز أضابير الاستملاك لمواقع المحطات.
– ارتفاع الأسعار مما يسبب تلكؤ الجهات المنفذة/ قطاع عام – قطاع خاص/ .
أهمية المشاريع:
وحول أهمية مشاريع الصرف الصحي التقينا /هيثم مهندس زراعي الذي حدثنا : إن عدم تخديم عدد من الوحدات الإدارية بشبكات صرف صحي ومنصرفاتها ومحدودية صلاحيات الوحدات الإدارية وقلة الكادر الفني للشركة العامة للصرف الصحي وتعدد الجهات المسؤولة عن ملف الصرف الصحي وعدم كفاية الاعتمادات لمحطات المعالجة والإجراءات والروتين في الإعلان والتعاقد على تنفيذ محطات معالجة ساهم في تأخر مشاريع محطات المعالجة.
وإن التصريف العشوائي للصرف الصحي الذي يلوث الأراضي الزراعية ومنها ينتشر في بعض الأحياء السكنية العشوائية ومنها يصب في الأنهار والبحر مشكلاً تشويهاً للمنظر العام وضرراً صحياً وبيئياً كما أن العصارة من مياه الصرف تلوث التربة والتي تغير النمط الزراعي وتقلل من الإنتاج وتؤثر على الغطاء النباتي وتسبب في يباس أعداداً كبيرة من المزروعات والأشجار والغابات الحراجية, كما أن لها أثراً سلبياً على البيئة, وبلا شك فإن شبكات الصرف الصحي تحوي بداخلها مياه خطرة ناجمة عن الأعمال التشخيصية وإجراءات التطهير والتعقيم والمعالجة, وكذلك الكيماويات العضوية تحاليل التنظيف والتطهير والمحاليل ذات الأساس الفينولي المستخدمة لتنظيف الأرضيات وزيوت المركبات والمبيدات الحشرية والأسمدة العضوية و..و.. وكل ذلك مطروح في شبكة الصرف الصحي وتذهب لمحطات المعالجة ولذلك لابد من أن يكون هناك مواصفات قياسية سورية في ذلك, ولابد من مقترحات وتحاليل لهذه السوائل.
نهاية:
ينبغي أن تكلل هذه المشاريع الهامة بتبلور الوعي البيئي ونضوجه وتفعيل مشاركة المجتمع المحلي في حماية البيئة من التلوث والمساهمة بأهمية تنظيم شبكات الصرف الصحي ومحطات المعالجة وإنشاء شبكات متطورة وتجديد الشبكات القديمة لمنع التسربات التي تشكل خطورة وهدراً للمياه.

بثينة منى

تصفح المزيد..
آخر الأخبار