الوحدة:11-12-2023
تعتري الأسرة هالة من الهلع عندما يكتشف الوالدان أمر إصابة أحد أفرادها بإحدى المشكلات التي تتعلق بالحساسية، وربما يكون من حسن حظ المريض أن هذا المرض سرعان ما يكشف عن أعراضه وتعقيداته، الأمر الذي يتيح الوقوف على التشخيص السليم، ووضع الخطط والبرامج الوقائية والعلاجية على المدى الطويل.
ويعرّف الأطباء حساسية الطعام على أنها رد فعل شديد من جانب الجهاز المناعي في جسم الإنسان تجاه طعام فاسد أو ضد إحدى المكونات في مادة غذائية معينة، وتنجم هذه الآلية عن تفسير خاطئ لهذه المادة الغذائية، حيث يتعامل معها الحهاز المناعي على أنها مادة ضارة بجسم الإنسان.
وبما أن وظيفة جهاز المناعة تتمثل في توفير الحماية للإنسان، فإنه يعمد إلى إفراز أجسام مضادة محددة في حال تناول هذا النوع من الطعام أول مرة.
هذه الظاهرة المرضية تهدد جميع البشر من دون استثناء، إلا أن هناك عوامل أخرى تساعد على ظهور الأعراض بين فئة معينة من الناس دون غيرها، ويعد العامل الوراثي أحد أبرز تلك العوامل وأكثرها شيوعاً، فإذا كان أحد الآباء يعاني الحساسية، تكون فرصة إصابة أطفاله عالية، ويصل احتمال الإصابة بالمرض إلى أعلى مستوى له إذا كان الوالدان مصابين بالمرض، وتظهر الدراسات أن الأطفال الذين يعانون حساسية الطعام تكون لديهم حساسية شديدة من الغبار وشعر الحيوانات المنزلية، مثل القطط والكلاب وحبوب اللقاح، وفي مراحل متقدمة من العمر يخشى عليهم من مضاعفات بالغة الخطورة من الحساسية باعتباره مرضاً فعلياً وقد يصاب بأزمات ربو خطيرة تستلزم المتابعة الطبية.
العناية المستمرة وبشكل عام يمكن أن تنجم أعراض الحساسية عن أي نوع من الطعام بيد أن طائفة منها تعد مسؤولة عن غالبية الأعراض التي تظهر بين المصابين، ومنها اللبن والبيض والقمح والصويا والمكسرات، وقد يشعر كثيرون بالتعب عند تناول المأكولات البحرية مثل السمك.
في معظم الحالات تظهر الأعراض في شكل اضطرابات الجهاز الهضمي والشعور بعدم الراحة بعد تناول الطعام وتبدأ الأعراض بظهور ورم في الشفتين قد يكون مثيراً للحكة، وعند تناول اي صنف مثير للحساسية ينتاب المريض الشعور بالقيء وقد يصاب بالإسهال والشد العضلي وفي الحالات الشديدة ظهور طفح جلدي وإصابة بورم في الحنجرة يجعل التنفس صعباً وعدم انتظام ضربات القلب وهبوط في ضغط الدم، وإذا لم تتم السيطرة على الحالة يفقد المريض الوعي وقد يفارق الحياة.
لايوجد في الوقت الحالي أي علاج ناجح لحساسية الطعام لكن تجنب الأطعمة المسببة لها أو التي تحدث اضطرابات أو مشكلات، يعد الحل الوحيد لكبح رد الفعل المناعي الخاطئ.
وإذا ثبتت إصابة الطفل بحساسية الطعام يمكن للأم الاستعانة بأنواع وجبات معروفة مثل البطاطا والجزر والتفاح المسلوق وزيت الزيتون وحليب الصويا، ومن الأطعمة المفيدة الأرز ولكن ينبغي إدخال كل صنف ضمن وجبات الطفل بطريقة مدروسة جيداً.
لمي معروف