عيـــــش بعرق الجــــبين.. والتحـــدّي الموجــود في دواخـــــلنا

العدد: 9364

12-6-2019

العمل من أسمى الأمور التي يقوم بها الإنسان في حياته، ولكل عملٍ آثاره الإيجابية التي تنعكس على الشخصية وتساهم في التطوير كمصدر لكسب المال وتعزيز الثقة بالنفس مهما كان العمل سواء من خلال الوظائف والشهادات أو أي عمل حر وشريف وليس بالضرورة أن نصبح جميعاً أطباء ومهندسين وأصحاب شهادات عليا لأننا بحاجة إلى المزارع والخياط والحداد وإلى كل مهنة يقوم بها صاحبها بإتقان ونكمل بعضنا بعضاً وتعود الفائدة على الجميع.


 

معمل الكوموندوس للألبسة والتجهيزات العسكرية
إدارة المعمل أفادتنا بالآتي: إنتاج بجودة عالية ومواصفات عالمية، أنشئ منذ 25 عاماً وباشر بالعمل وتعليم المهنة ويرافقه 14 فرعاً للبيع، الغالبية العظمى إناث من مدينة جبلة وريفها، عدد العاملات المتواجدات بشكل يومي 350 عاملة يعني فرص العمل متاحة للجميع ولا ضرورة لوجود الشهادات العلمية لأن عملنا يحتاج إلى خبرة واستمرارية، وهناك الكثير يأتون دون معرفة أي شيء عن طبيعة العمل وتعتبر دورة مأجورة، والراتب منذ دخولها المعمل وضمن التأمين ومسجلين بنقابة العمال وذلك حسب المدة الزمنية التي يلتزمون بها وبالنسبة للأجور المادية تحدد حسب سرعة وإنتاج العاملة ودائماً بالزيادة ولا يوجد سقف محدد للرواتب، والجميع يحصلون على مكافآت وحوافز وإجازات سنوية، حتى الأمومة.
فرص العمل متواجدة طوال العام إلا أن هناك البعض ينقطعون عن العمل لفترة الامتحانات ثم يعودون بعد ذلك من أجل تأمين مصاريف الدراسة، والجميع متمسكون بالعمل، وبالنسبة للأعمار نحن نستقبل من عمر 14 سنة إلى ما فوق الخمسين كل من لدية الرغبة والحاجة إلى العمل ونعمل جاهدين على إقامة دورات تأهيل وتدريب وتطوير وهذا يعود بالفائدة لنا وللعاملات عند تركهن العمل والمباشرة بعمل خاص بشكل إفرادي.
في معملٍ كهذا ينتج في اليوم قرابة ألف قطعة ويتم التصدير داخل وخارج القطر أيضاً توجد فرص عمل إضافية للتسويق ونحتاج إلى اختصاص ترجمة لتسهيل التعامل وإيصال الطلبات.
وفي الختام نحن دائماً مستعدون لاستقبال كل من يرغب بالعمل حتى ولو لفترة قصيرة ونشجع على متابعة الدراسة، المعمل يؤمن فرص دائمة ويحقق مقولة العيش بعرق الجبين خير من طلب الحاجة والعيش باتكاليه على الآخرين.
السيدة نورما القريمي: بعد وفاة زوجي والعيش برفقة ثلاثة أولاد وراتب بسيط بحثت عن فرصة عمل بالشهادة الثانوية فلم أجد، فما كان لي غير أن أفكر بحل آخر بجانب أولادي وداخل بيتي فلا حاجة لمواصلات ونقل وتبعاته ولو كان الربح قليلاً وهي تحضير الخضار وصناعة المخللات وبيعها إلى المحلات وبعض العائلات، في البداية كانت الكمية قليلة ثم توسعت وازدادت الطلبات خصوصاً في فترة المونة وهو ما دفعني للاستعانة ببعض العاملات ليكون لغيري فرصة عمل، استمراريتنا تأتي من الجودة والمصداقية حيث باتت منتجاتنا تتوسع في أسواق باقي المحافظات.
السيدة رشا مدرسة لغة انكليزية: بعد التخرج بحثت عن عمل وتقدمت عدة مرات إلى مسابقات في التربية والجامعة إلا أنه لم يحالفني الحظ، لكني لطالما أردت أن أحقق ذاتي وأومن مصاريفي وأستقل عن أهلي الذين أرهقتهم سبل الحياة، فما كان في جعبتي غير إعطاء الدروس الخصوصية في المنزل والحمد لله أثبت وجودي في العمل وأتمنى ممن لم يحالفهم الحظ في وظيفة البحث عنها بداخلهم وسيجدونها، صحيح القطاع العام له ميزات خاصة تضمن العيش بأمان بعد سن التقاعد ولكن ما باليد حيلة.
السيد أبو عزام صاحب مشروع تربية أبقار ومشغل ألبان وأجبان: مشروعي يحتاج إلى عدد كبير من العمال، وليس مطلوب فيه الشهادات العلمية ولكن بوجودها يكون الوضع أفضل، المهم القدرة على العمل والتحلي بالصبر.
في مشروعي 20 عاملاً أي 20 فرصة عمل تتراوح أعمارهم من 15 – 50عاماً شباب وسيدات وبعض الرجال، يعيشون ويكسبون مقابل أتعابهم، مشغلي خاص لا يمكنني أن أشملهم بالضمان الصحي أو التقاعد كل ما بوسعي تقديمه لهم هو المساعدة طالما يعملون في مزرعتي، والعمل بمثل هذا المشروع أفضل من الجلوس وانتظار الإحسان من الغير إنه العيش بكرامة.
أحمد منصور طالب هندسة: الجامعة تحتاج إلى تكاليف كثيرة وأعيش وسط أسرة براتب محدود لوالدي الذي (يتشقف) على احتياجاتها وأخوتي ما يزالون في المدارس، لذلك فكرت بفرصة عمل أوفر فيها مصاريف جامعتي وغيره يساعد ويخفف العبء عن أهلي، فكرت بمشروع طالما رغبت فيه تربية نحل بدأت بثلاث خلايا ومن إنتاجها اشتريت عدداً آخر وهكذا إلى أن أصبحت أملك ثلاثين خلية وأحتاج إلى من يساعدني وخصوصاً في وقت جني العسل، فكان أن جمعت أبي وإخوتي وثلاثة من زملائي لنشكل مجموعة كبيرة من العمال لهم أجرهم، وأرغب بالتوسع في المشروع لأستقطب عدداً آخر من طلاب الجامعة أساعدهم بضمان مصاريفهم وتعطيل فكرهم الذي يشط بهم للسفر والهجرة.

معينة أحمد جرعة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار