عودة الجامعات السورية إلى ” الفرانكوفية”… تعافي علمي وتعزيز للشراكة

الوحدة – سنان سوادي

شكّلت عودة الجامعات السورية إلى عضوية “الوكالة الدولية للفرانكوفونية” بعد غياب خمسة عشرة عاماً، خطوة مهمة ومتقدمة في مرحلة التعافي العلمي، وتعزيز الشراكات الدولية، وتوفير فرص للدراسة والبحث العلمي لمواكبة التطورات العلمية والتقنية.
بوابة أكاديمية
منسّق مكتب الفرانكوفونية وعميد معهد اللغات في جامعة اللاذقية الدكتور صدّيق غريب وصف عودة جامعة اللاذقية لتكون جزءاً من الوكالة بأنها إحدى “البوابات الرئيسية” التي ستعود الجامعة من خلالها  إلى الفضاء الجامعي العالمي لتكون على اطلاع مستمر بمستجدات العلوم المختلفة، وتساهم في بناء وتطوير هذه العلوم، مشيراً إلى أن الانقطاع عن “الفضاء الأكاديمي” العالمي لسنوات طويلة، ألحق ضرراً كبيراً في منظومة التعليم العالي في  سوريا، سواء على مستوى المناهج الدراسية أو البحث العلمي المتطور، بخاصة أن العالم الأكاديمي يتطور بسرعة مذهلة وينتقل من أدواته التقليدية إلى العالم الرقمي، وهذا ما نلاحظه من خلال “المسافة الشاسعة” التي تفصلنا عن أساليب عمل الجامعات العالمية، الأمر الذي يضعنا أمام مسؤوليات جسام قوامها اللحاق بركب العلم والحداثة.
تفاعل عالمي
وأكد د.غريب أن الجامعات لا يكتمل دورها إلا من خلال تفاعلها العلمي مع جامعات العالم على اختلاف آفاقها ومسيرتها العلمية، وبدون هذا التفاعل تتحول الجامعة إلى مجرد “مدرسة” يتم فيها نقل المعرفة دون تحديث.
تنمية المهارات
وأشار د.غريب أن هذه العودة سوف تساهم بشكل فعّال ومباشر في تنمية المهارات والكفاءات العلمية لدى الطلاب والباحثين في الجامعة، وذلك من خلال الاستفادة من الدعم التقني والتمويل الذي تقدمه الوكالة لمشاريع البحث العلمي والتعليم الرقمي، بما يسهم في ردم الهوة التي تشكّلت خلال السنوات الأخيرة بين الجامعات السورية والجامعات الفرانكوفونية.
تعزيز البحث العلمي
وأوضح د.غريب إلى أن الوكالة تهتم بتعزير البحث العلمي، مما يستدعي أن نكون فعّالين ضمن هذه المنظومة العلمية العالمية، والتي تتخذ من اللغة الفرنسية أداةً للتواصل، والتطور، وتعميق المعرفة،
مبينٱ أن الغالبية العظمى من أساتذة الجامعة قد حصلوا على شهادة الدكتوراه من فرنسا، وأغلب الكليات في جامعة اللاذقية ترتبط باتفاقيات تبادل علمي وثقافي مع جامعات فرنسية، والتنسيق مع  الوكالة الجامعية للفرانكوفونية يعيد إحياء هذه الاتفاقيات وتجديدها، بما يعود على الجامعة  بفوائد كثيرة، بدءاً من الطالب، فالمعيد إلى عضو الهيئة التدريسية.
الاهتمام باللغة الفرنسية
ودعا د.غريب الطلاب والباحثين  إلى العودة للاهتمام باللغة الفرنسية التي تشكّل وسيلة ضرورية للتفاعل ضمن منظومة الجامعة الفرانكوفونية، إضافة إلى ما يفتح ذلك الأمر لهم من إمكانية تعميق التحصيل العلمي في الجامعات الفرنسية، يشار إلى أن الوكالة الجامعية الدولية للفرنكوفونية هي شبكة تعليمية دولية تأسست عام 1961 في مونتريال، كيبيك – كندا، تحت اسم “رابطة الجامعات التي تستخدم اللغة الفرنسية في التعليم جزئياً أو كلياً”، وتوّسعت هذه الشبكة لتضم اليوم أكثر من 1000 جامعة ومركز بحثي من أكثر من 120 دولة حول العالم، وفقاً لموقعها الرسمي.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار