الوحدة ـ رنا غانم
أكد وزير الدفاع اللواء مرهف أبو قصرة الأهمية الاستراتيجية لمحور الكبينة في ريف اللاذقية، باعتباره خط الحماية الأخير لطريق الـ M4، وعن حجم التضحيات التي قدمت للدفاع عنه، واصفاً هذا المحور بـ “القلعة الأخيرة”.
وجاء حديثه خلال الندوة الحوارية الثالثة التي أقامتها وزارة الدفاع تحت عنوان “معارك الكبينة”، وذلك في مدينة المعارض بدمشق، ضمن فعاليات المعرض العسكري للثورة السورية المقام احتفالاً بعيد التحرير.
وقال الوزير أبو قصرة إن معارك الكبينة مثلت مدرسة عسكرية كبيرة اكتسب منها المقاتلون خبرات واسعة في الأساليب العسكرية والتكتيكية، مشيراً إلى عوامل محورية أسهمت في الصمود أهمها دراسة تحركات العدو، وفهم خططه، وبناء قوة عسكرية تتلاءم مع طبيعة كل معركة، إضافة إلى رفع الروح المعنوية للمقاتلين.
وأوضح الوزير أن النظام البائد حاول شن أكثر من 500 هجوم للسيطرة على المنطقة منذ عام 2015، لكنها بقيت عصية عليه رغم استخدامه الأسلحة الكيميائية واستناده إلى الدعم العسكري الروسي والإيراني.
وبين الوزير أن جوهر المعركة لم يكن في كثرة المقاتلين حيث أن العدد الكبير قد يكون ” باباً للمقتلة” بل في حسن إدارتهم، مؤكداً أن أعداد المقاتلين الذين كانوا يتصدون للهجمات لم تتجاوز ألف مقاتل موزعين على 35 نقطة دفاعية.
كما أعرب الوزير أبو قصرة عن تقديره لكل البطولات التي قدمها المقاتلون دفاعاً عن محور الكبينة، مؤكداً أن هذه التضحيات تمتد إلى مختلف خطوط القتال.
وأشار الوزير إلى أن حساسية معارك الكبينة فرضت تقليص التغطية الإعلامية لها في تلك الفترة ما أدى إلى تهميش حضورها إعلامياً، موضحاً أن هذه الندوة تأتي لإبراز أهمية تلك المعارك واستحضار أهميتها.
التحولات المفصلية في كبينة
من جانبه أوضح العميد أشهد صليبي أن المنطقة مرت بعدة مراحل، ابتداءً من التدخل الروسي في سوريا في 30 سبتمبر 2015، وما رافقه من تكثيف الغارات على الساحل عموماً وعلى خطوط الجبهة خصوصاً.
وبين صليبي أنه نتيجة لهذا التدخل إضافة إلى تدخل إيران وحزب الله، اضطر المقاتلون للانسحاب نحو التلال الخلفية كخطوة تكتيكية وصولاً إلى تلال الكبينة.
وأضاف أن خطورة المرحلة تطلبت تقييماً سريعاً للمعركة، فخسارة تلال الكبينة كانت ستعني سقوط منطقة سهل الغاب وصولاً إلى جسر الشغور، وبالتالي فرض السيطرة على كامل المنطقة الغربية من إدلب، مع فصل إدلب تقريباً وصولاً إلى ناحية “محمبل”.
طبيعة المنطقة وواقع المعركة
وأوضح صليبي أن الطبيعة الوعرة الصخرية في الكبينة فرضت تحديات كبيرة، خصوصاً في عمليات حفر الأنفاق، لكن الغارات الجوية التي خلفت حفراً ساعدت على إمكانية تنفيذ تلك الأنفاق، ليبدأ المقاتلون لاحقاً عمليات حفر استمرت سنوات، تلاها توزيع السلاح بما يناسب طبيعة الأرض.
بدوره أشار العميد عقيل عامر إلى صعوبة إيصال الطعام والمواد اللوجستية للمقاتلين في الخطوط الأمامية أو في المحارس الدفاعية، خاصة خلال فترات الثلوج حيث جرى استخدام الحمير لنقل الإمدادات من مسافات بعيدة، إضافة إلى الاعتماد على وسائل بدائية أخرى، مؤكداً أن الإمداد كان يصل في الوقت المناسب رغم وجود طائرات الاستطلاع التابعة للنظام البائد.
كما تحدث العقيد أسامة معن قزة عن المراحل المتعددة التي مرت بها المعركة عبر السنين، ما تطلب فهم تكتيكات كل حملة والتعامل معها وفق معطياتها، ولفت إلى إن أحداث الكبينة غنية بالأحداث العسكرية فـ “لكل حجر حكاية”، وإن الكلام مهما طال لن يوفي المقاتلين حقهم.
هذا وقد انطلقت فعاليات المعرض العسكري للثورة السورية في الخامس من الشهر الجاري، وشهد حضوراً واسعاً من المواطنين الراغبين بالاحتفال بعيد التحرير والتعرف على الإنجازات العسكرية للثورة.

