بدافع الغيرية وصدق الانتماء..مساهمة المرأة تحدث فرقاً في إخماد حرائق اللاذقية

الوحدة- يمامة إبراهيم

حرائق الغابات التي شهدها ريف المحافظة منذ أيام سجلت في الذاكرة الجمعية لعموم السوريين مواقف لن يمحيها الزمن أو تطويها الأيام.

نحن اعتدنا على فزعة الرجال، وهذه الأرض الطيبة لم تبخل يوماً بجهد أبنائها ولا بعرقهم ولا بدمهم إذا دعا الواجب الوطني ذلك.

أما مشاهد النسوة اللواتي استنهضن قواهن الذاتية، واندفعن إلى مواجهة النيران بما تيسر فهي مشاهد تثلج الصدور وتجدد الأمل في النفوس، وهذه الاندفاعة يجب ألا ننظر إليها على أنها اندفاعة لإطفاء شجرة تحترق بل للإبقاء على الاخضرار في أرض طيبة هي جزء من وطن عزيز اسمه سورية، حيث تحت ظلال أشجارها نختلف ونتزاعل ونختصم ونتصالح، لكن لا نبوخ ولا نتهاون ولا نتقاعس إن مسها ضيم أو ألمت بها كارثة.

مساهمة المرأة في إخماد حرائق اللاذقية

المرأة في هذه المواجهة أثبتت أنها أخت الرجال، وهي معهم في الميدان، وليست ضلعاً قاصراً. إنها قوة صمود من رحم هذه الأرض.

هي لم تكتف بإعداد وجبات الطعام وإمداد الشباب في ميدان المواجهة باحتياجاتهم عبر مطابخ ميدانية بل كانت في خطوط النار تنقل المياه على كتفيها، وتسكبها على اللهب لتخمد بها ما استطاعت، ولتترك صوراً عن إصرار أحدث فرقاً كبيراً في مواجهة النيران.

لم يترددن ولم يحسبنها من باب الربح والخسارة رغم الألم ،ومن قلب المعاناة قدمت كل واحدة ماتيسر بدءاً من رغيف الخبز. شاهدنا كيف أن نخوتهن أوسع من ضيقهن، وكرامتهن أقوى من جوعهن. قلن للعالم نحن شركاء في حماية أرضنا والحفاظ على اخضرارها في عيونهن لهب الشجاعة، وعلى جباههن عز الأرض. قاتلن النار كأنهن يدافعن عن العرض، وهذا ليس بجديد على المرأة السورية أخت الرجال وعنوان الأصالة والكرامة.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار