الوحدة – حليم قاسم
ضمن فعاليات حملة “شفاء 2 الأكاديمية”، استضافت قاعة نقابة أطباء حلب يوماً علمياً متقدماً في الجراحة العصبية، بمشاركة نخبة من الخبراء الدوليين، بهدف تعزيز كفاءة الجراحين السوريين ونقل أحدث التقنيات الطبية إلى الممارسات المحلية.
وشهد اليوم العلمي مشاركة متميزة للدكتور محمد جميل مكي، رئيس قسم الجراحة العصبية في ألمانيا، الذي قدّم محاضرتين حول الجراحة التنظيرية الدقيقة للعمود الفقري، وتشخيص وعلاج أمراض المثانة العصبية الناتجة عن إصابات النخاع الشوكي.
كما استعرض الدكتور عاصم الحاج في محاضرتين متقدّمتين أحدث الأساليب الجراحية، مسلطاً الضوء على النهج الجانبي لجراحة الرقبة وتقنيات الجراحة الهجينة لعلاج إصابات الفقرات العنقية، فيما ركّز الدكتور معن طرشة كردي في مداخلته على استراتيجيات التعامل مع تمدد الأوعية الدماغية، مستنداً إلى نماذج من الواقع السريري لحالات معقدة.
وقد أكد الدكتور محمد وجيه جمعة، مدير صحة حلب، أهمية هذه الفعاليات في تطوير المهارات الجراحية لدى الأطباء السوريين، خاصة في ظل التحديات التي يواجهها القطاع الصحي، مشيراً إلى دورها في رفع كفاءة الكوادر الطبية الشابة.
من جانبه، أوضح الدكتور رامي حايك، منسق الحملة، أن استضافة الخبراء الدوليين انعكست مباشرة على تحسين النتائج السريرية، مشيراً إلى إجراء 15 عملية جراحة عصبية معقدة في محافظتي حلب وإدلب خلال فترة الحملة.
كما أشاد الدكتور عبادة البوشي، ممثل شركة “البراء”، بدور القطاع الخاص في دعم الجانب الفني، ولا سيما في توفير المستلزمات الدقيقة مثل صفائح تثبيت الجمجمة والفقرات.
* خدمات ميدانية واسعة حتى نهاية تموز
وعلى الصعيد الميداني، واصلت حملة “شفاء 2” تقديم خدماتها الطبية في عدة محافظات حتى 31 تموز، وشملت دعم مشافي درعا عبر إجراء 21 عملية جراحية في البطن والصدر، و18 عملية عظمية، و4 عمليات وعائية، بالإضافة إلى معالجة 220 حالة إسعافية، وتوريد مستلزمات طبية وخيم إسعافية.
وفي حماة، نُفّذت 159 عملية قثطرة قلبية، منها ثلاث لأطفال، إضافة إلى 25 عملية قلب مفتوح و12 جراحة أوعية دموية، فيما أجريت 10 عمليات نسائية في دير الزور. وقدّمت الحملة أكثر من 2,500 استشارة طبية متعددة التخصصات، بينما تجاوزت تكلفة عمليات القلب وحدها 310 آلاف دولار، تم تقديمها مجاناً للمرضى.
* استمرارية إنسانية حتى نهاية آب
تتواصل حملة “شفاء 2” حتى 23 آب، بمشاركة أكثر من 200 طبيب ومتطوع، تحت شعار: “يداً بيد… من أجل سوريا”، مجسدةً نموذجاً متكاملاً من العطاء الأكاديمي والخدمة الطبية الميدانية، رغم التحديات المستمرة التي تواجه القطاع الصحي.