(المدينة الرياضية) الرئة المريضة والمضمار؟!

الوحدة :4-12-2023

مُجدّداً .. إلى المدينة الرياضية، الرئة الشمالية البحرية لذلك التجمّع الكبير، لفترات وجيزة ومتقطّعة كانت هذه المدينة مسرحاً للحزن، فانتُهكت حُرمة المكان قسراً بسبب الأوجاع، وُضعت فيها مراكز مهجّري الحرب وكذلك إيواء الهاربين من غضب الزلزال، لكن بغضّ النظر عن الأقاويل والأحاديث حول قيام الجهات المعنية بإعادة صيانتها وتهيئتها، ووضعها بالخدمة تماشياً مع أيامها الخوالي، عندما كانت تصدح بالمحبين والزّوار، حالياً تم العمل على بعض النقاط فيها بشكل خجول، تلك المساحات الكبيرة بحاجة لتضافر جُهود الجميع، وهذا الأمر يتطلّب النية الصادقة أولاً والموازنة المرقومة ثانياً .. لكن الحديث الآن يتمحور حول المكان الخاص، المُشبع بالأصالة عبر العصور، (مضمار الخيول)، وبغضّ النّظر عن تبعية المكان سواء للاتحاد الرياضي أم لمديرية الزراعة، أم هو خاص بالمدينة الرياضية وبالتالي للاتحاد الرياضي، فهذا المكان أصبح موطناً للحزن، أصبح يشبه الماضي المقتول عمداً، نمت وسط ذلك المضمار الكثير من الطفيليات، فسيطرت على جماليته، مُبعدة الشكل العام لهذا الميدان الكبير، لكن تمّت بعض التحديثات على المنصّة الرئيسية واسطبلات الخيول .. لعلّ الذكرى تنفع، هنا يوماً ما أُقيمت سباقات عالمية، فارتفعت رايات الانتصار والتقلّد بالذهب، وعلى هذه المنصّات كان هناك من يقرأ نَسَب الخيول الأصيلة الفائزة بكل فخر، فزمن مهرجان المحبّة الصيفي الجامع لا زال متوقّفاً، طال الوجع، واتسع الجرح، لكن العلاج مُتاح، لٍما لا نُكرّر المطالبة بتقسيم المدينة الرياضية بالكامل إلى كتل صغيرة تتولاها كافّة الدوائر المعنية، لإقامة أيام عمل طوعي تشارك فيه جميع المؤسسات الحكومية والجمعيات التي تُعنى بالبيئة، والمجتمع الأهلي والطلائع وشبيبة الثورة، والعمل على تنظيف وتشجير المكان، وإعادته لسابق عهده على مبدأ (الحمل عالكثرة خفيف) وبالتالي لا يمضي عام أو اثنان حتى تعود الحياة إلى هذه الرئة المريضة.

 

سليمان حسين

تصفح المزيد..
آخر الأخبار