الوحدة 2-12-2023
هي صديقة السُفر السورية الحزينة، تؤكل في كافة الأحوال، هي عماد الوجبات في كل حين، والأكثر من ذلك يمكن تشميسها وتناولها وفق أذواق الطبّاخين شتاءّ .. البندورة وعلى غير العادة من كل عام، تُعد اليوم هي السند والجسر القويم الذي يستند عليه الجميع، مقولة ( أرخص من الفجل) تنطبق على تلك الحبّات الجميلة، أسعارها أدنى من كل مواد وخُضار السوق حالياً وتتراوح ما بين ٢٥٠٠ ل.س – ٣٥٠٠ ل.س حسب النوع والجودة، كما أن المستهلك يعتبر نفسه في الأمان إذا كانت أسعار البندورة متواضعة وفي متناول اليد، وعلى الغالب هذا الوضع لا يُرضي مزارعيها، كون زراعتها ونموها يخضع للكثير من التقلّبات المادية الثقيلة، وللأمانة هم الآن خاسرون بكل تأكيد كما هو حال مزارع الحمضيات، وأغلب الظن ما وقع على الحمضيات قد يكون وقع عليها أيضاً (التصدير)، الذي فرمل هذين المُنتجين باستثناء البطاطا، جلّادة أصحابها وفقرائها الكثيرين اليوم، إذ تنطلق صعوداً بدون رادع، فهل من مشاكس يضع العصي بين عجلاتها قليلاً، فتصبح ضمن حدود المنطق؟ ، والمستهلكون يتساءلون عن أحوالهم إذا تُركت حبّاتها الثقيلة بين أنياب شاحنات التصدير، وأغلب الظن سيتجاوز سعرها ال ١٠ آلاف ل.س بكل تأكيد.
وبالعودة إلى البندورة التي تتربّع على العرش ونالت الرضا والقبول، فصنعت الازدحامات بالصالات والأسواق بعفوية مُطلقة، هل ستبقى أسعارها ضمن هذه الأرقام الجميلة؟ أم أن هناك شيء يُحضّر؟ أم أن للعواصف التي زارت مضاربها ومحمياتها منذ مدّة تأثير معين حتّم نقلها وتصريفها بسرعة؟ لكن المستهلك ذو الدخل الخجول يتمنّى أن يشتري ما يناسب جيوبه الخفيفة ولو على حساب المزارع.
سليمان حسين