الوحدة: ٢٤-١١-٢٠٢٣
كنّا نمنّي النفس بأن نرى منتخباً وطنياً قوياً يُجاري الكبار، وكنّا نتمنّى أن نرى الأفراد الجُدد القادمين من القارات الأخرى بمستوى يليق بتلك الدول التي ينتمون إلى فرقها، لكن يبدو أن الجمهور بات على قناعة بأن هذه الآمال أصبحت بحاجة للمسة سحرية تُعيد الألق إلى الوراء قليلاً عندما كانت كافة المنتخبات العربية بين أنياب الفريق السوري، حيث كان يُعتبر مارد المنتخبات العربية والآسيوية وحصانها الجامح، كان المنتخب السوري بين كبار العرب كالسعودية الآسيوية والجزائر ومصر والمغرب ضمن القارّة السمراء، لكن للأسف باتت الكرة السورية بحاجة لعقلية متمرّدة تُنهي الوضع الحالي،
وبحاجة لمن يُنهي التدخلات والمحسوبيات، ويُزيح ذهنية التمسّك بالّلاعبين المُسنين ذوي الصبغة المتعالية ونَفَس الأندية الخليجية، وإيقاف البحث في أزقّة المدن العالمية عن لاعب متواضع جدّه سوري الأصل، نحن بحاجة لفنّان كُروي عتيق وطني يُتقن فن البحث والانتقاء من ملاعبنا (الوعرة) وأنديتنا المحلية المُتخمة بالنجوم، فهي تضم نخبة واعدة من الأسماء، قادرين بوقت قصير على حياكة تشكيلة جبّارة تقارع الكبار من الفُرق، وهم ينتمون لمدارس وطنية متشابهة بكل شيء، على عكس الأفراد القادمين من ملاعب الخارج المجهول، كلٌ منهم بحاجة لترجمان محلّف ووقت طويل ليتم الانسجام مع اللاعب المحلي ولو بأبسط الأمور، ولهذا فإننا نحس كمتابعين أن الروح المعنوية شبه مفقود عند بعض لاعبي المنتخب.
أمّا بالنسبة للجمهور والمتابع، فيتجلّى هذا الشغف ضمن المقاهي وشاشات العرض، هناك شبه خصومة في متابعة المنتخب، تظهر نتائجه بالحضور الخجول، عكس ما نراه عند لقاء الأندية الأوروبية الكبيرة، والحديث يطول عن الاحتفالات والازدحامات والهتافات وقت العرض ونهاية اللقاء.
وغير ذلك – فالمتابع المشجّع – ليس غبياً أو ساذجاً، فهو يُجيد الانتقاء ليتمتّع، لكنّه ملّ كثيراً وأُصيب مِراراً بخيبات الأمل في منتخب الوطن وطريقة التعاطي في تحضيره وتشخيصه، لكنّه في الوقت نفسه (مشجّع النادي) يرتحل بشغف مع ناديه المحلّي بأسوأ الظروف، ويتحمّل كل شيء حتى الخسارة، وهنا يظهر الانتماء المفقود مع المنتخب وفقدان الأمل .. يا اتحاد الكرة.
سليمان حسين
تصفح المزيد..