“رحلة يوسف”.. ملحمةٌ تحاكي الواقع المقاوم للحرب بقوّة الحياة

الوحدة: ١٧-١١-٢٠٢٣
تم عرض فيلم “رحلة يوسف” بحضور مدير الثقافة في اللاذقية أ. مجد صارم،
ومخرج الفيلم جود سعيد في قصر الثقافة باللاذقية الساعة ٥ مساءً، وأعيد عرضه في الساعة ال٧ مساءً، بطولة النجم السوري القدير أيمن زيدان( بدور الجد) مع ربى الحلبي (بدور الخالة)، سامر عمران( بدور زعيم الميليشيات)، وائل أبوغزالة، وائل زيدان، سيرينا محمد، نور الصباح غزال، حيان بدور، أحمد درويش، هبة زيني، جواد السعيد، محسن عباس، ليلى إبراهيم ، سمير منون.
كان الفيلم ابتسامة عميقة فوق ثغر الألم المديد ،فكانت المشاهد في قلب الحكاية مختصرة نكبات وخيبات وحسرة ألم جريئة في بعض الأحيان حول الحرب المستمرة على سورية منذ ١٢ عاماً، اختلطت فيه التراجيديا والكوميديا السوداء لتحاكي الواقع السوري المقاوم للحرب بقوة الحياة..
“رحلة يوسف” كان نموذجاً في السير عكس المعتاد في تناول موضوع الحرب إذ لا تكترث لهمجية الحرب أو تمجيد أبطالها أو التجوّل بالعدسة بين الضواحي المدمرة، مع ذلك الحرب حاضرة فيه كضيف ثقيل في فضاء الفيلم، فكان الممثل أيمن زيدان كعادته يضحك الجمهور لتعلو ضحكاتهم فوق صوت الفيلم وتكسر سكوت الحضور الذي ملأ الصالة بالكامل صغاراً وكباراً ثم يبكيهم ويدمع عيونهم في رحلته، حيث يبدأ الفيلم وهو يحمل جثة لشاب فرَّ من الحرب قتله الطريق الموحش لينضم إلى
” المنسيين “العنوان الثاني لفيلم “رحلة يوسف “.. حيث يواجه يوسف عندما يفر مع عائلته إلى مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان بغية إنقاذ قصة حب حفيده زياد وابنة خالته لتواجه عدّة مشكلات ثمّ يكتشف حفيده زياد موهبته في كرة القدم مما يجعله يفكر جدياً من أجل أن يخرج مع عائلته من المخيم ويصبح لاعباً محترفاً.
امتلأت الصالة بالحضور، فالجمهور متعطش للأعمال السينمائية التي تحكي الواقع وخصوصاً التعاون بين المخرج جود سعيد والفنان أيمن زيدان الذي زاد برغبة الجمهور للحضور ودعم الفيلم فقد سبق وقدم جود أفلاماً ناجحة نالت إعجاب الغالبية العظمى منهم: مطر حمص، صديقي الأخير، مسافر و الحرب، رجل وثلاثة أيام، بانتظار الخريف.. وآخرها رحلة يوسف الحائز على جائزة تارنتو السينمائي الدولي في إيطاليا (الجائزة الذهبية) ومهرجان روتردام للفيلم العربي، مهرجان كازابلانكا للفيلم العربي بدورته الرابعة وجائزة أفضل سيناريو في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة.
وصرح المخرج جود سعيد لجريدة الوحدة قائلاً: عندما نرى الصالة مليئة بالجمهور فهو إنجاز كبير وخصوصاً أننا لم نقم بأي إعلانات مسبقة عن الفيلم وهذا الأمر مفرح جداً بالنسبة لي وأنا ابن مدينة اللاذقية، وبالنسبة لعنوان الفيلم كان من اختياري ففي أغلب الأحيان أنتقي أسماء الأفلام ليس لأي ارتباط بالحكاية بل بمعنى الحكاية فمن شاهد الفيلم انتبه إلى أماكن التصوير التي مررنا بها فالتصوير فيها كان صعباً جداً علينا نفسياً وخصوصاً أننا نرى آثار الدمار والوضع السيئ للأهالي والبيوت المهدمة فالوطن مكان وناس وعقد بين هؤلاء الناس وعندما ينفرط العقد فالألم هو الذي يطغى على الأعمال. كانت الوجوه الشابة تتصدر فيلم جود سعيد وعقب على ذلك قائلاً : طرح وجوه جديدة واجب وتحدٍ لنخلق منهم حالة تحبها الناس مثل حالة أحمد ونور وجواد”أبو شادي”الطفل الصغير الذي لفت انتباهي بموهبته الكبيرة في التمثيل.
الجدير ذكره أن العرض كان ليوم واحد فقط والسبب أننا في اللاذقية بحاجة لدعم السينما بمعدات ووسائل للعرض وطالب بذلك الأستاذ جود قائلاً: (السينما ليست ترفاً، وإنما حاجة وهي بحاجة للدعم ..).
ومن الحضور الأستاذ هاشم غزال والد نور الصباح غزال بطلة فيلم جود سعيد بدور هاجر وصرح عن مشاركة ابنته في الفيلم قائلاً: الصورة الموجودة في الفيلم تحكي معاناة ووجعاُ عشناهما لسنوات فدخول الكاميرا وخروجها بدون تكلف تلقي الضوء ببساطة على وجع الناس وإدارة المخرج تظهر موهبة نور ببساطة وبدون تكلف ليصل لما يريد في آخر الفيلم وهي أمنية بأن تعود البهجة بين الناس.
رهام حبيب

تصفح المزيد..
آخر الأخبار