مواد غذائية على حافّة المحرّمات؟!

الوحدة:12-11-2023

بعد كل الإخفاقات والتدخلات على جميع المستويات في تهدئة روع الأسواق وارتفاع الأسعار التي لا رادع لها، تضاعفت المحرّمات وأصبحت أرقاماً على الجداول فقط – البطاطا والبيض والّلبن والتفّاح يلاحقون المنسيات – فهل أصبح المواطن المستهلك يترقّب بخوف وحسرة خسارات أخرى، بعد أن مُني بحرمان كافة الّلحوم وألوانها، بالإضافة للأجبان والحلويات بأنواعها، والمكسّرات وأشكالها، وبات التفكير بالتعويض ضرورة حتمية، عبر الاتجاه لحلول أخرى أهون الشّرّين، على أن تكون البدائل مناسبة لجيوب صغيرة، كأن يتم التعامل مع المُعلبات بين حين وآخر من أجبان وحبوب ومُربيات أخرى مُغذية، وحتّى هذه طالتها يد الأسعار الطويلة، وأصبح الاقتناع بالموجود لا بُد منه، أي أن السعي لتناول الخضراوات الحقلية المتوفّرة بات أمراً واقعاً، لكن هذا قد يلبّي طموح العائلة المكوّنة من أفراد كبار هم على قناعة وفهم لمجريات الأمور وتغيراتها القسرية، ومن الصغار واليافعين الذين يجدون أحلامهم في وجبات الهمبرغر والشاورما، وبالتالي فإن تعرّض أجسامهم للنمو بهذا العمر يحتّم على ربّ الأسرة التفكير بتغيير نمط الحياة الخاصة بهؤلاء والعمل على تقديم الغذاء بطُرق أخرى مناسبة، فالمستقبل لا يرحم وقد يتحوّل الأمر إلى أمراض مُزمنة نتيجة النقص وسوء التغذية، من فقرٍ في الدم والعظام وما ينتج عنهما من تفرّعات مرضية أخرى تظهر فيما بعد، فالطفل والولد وكذلك اليافع يقتنع كثيراً بالأندومي وما يُنتج في الأسواق من السندويش، لكنه لا يؤمن أبداً بالبرغل (مسامير الرُكب) والخضراوات وبعض المطبوخات التي تُعد مهرباً من السقوط في ويلات سوء التغذية لأجل ما، لذلك فإن هذا التسارع في مجريات الأسعار وانضمام أسماء أخرى لسابقاتها الصعبة، يؤكد السير إلى المجهول بخطى أكيدة إن لم يتم تدارك الأوضاع والتدخل السريع في إنقاذ المتبقّي، وليكن تناول البرغل والرز والشوربا بالماجي، لكن المهم أن تبقى البطاطا والبندورة والبصل بمتناول اليد، لأن الأحلام توقّفت هنا.

 

 

سليمان حسين

تصفح المزيد..
آخر الأخبار