إضاءة على الواقع الخدمي في بلدية البودي

الوحدة: ١٠-١١-٢٠٢٣
تعد بلدية البودي من أهم التجمعات السكانية الكبيرة في ريف جبلة حيث يصل عدد سكانها إلى نحو 15 ألف نسمة ويتبع لها عدد من القرى والمزارع أهمها حوران البودي والطويشرة والثورة والمرداسية وقلعة بني قحطان ومزرعة برمانا، ويعد الزيتون من أهم الزراعات التي تشتهر بها البودي التي تعرف أيضاً بزراعة التبغ (صنف شك البنت) إلى جانب وجود العديد من المداجن ومعاصر الزيتون (6 معاصر) ومجبل البيتون الصناعي فيها.
وتعمل بلدية البودي كما يقول رئيسها ثابت علي على تخديم السكان وفقاً للإمكانات المتوفرة لديها حيث تعد حالياً لتنفيذ مشروع بقيمة 26 مليون ليرة سورية لترقيع الطرقات الموجودة في البودي وقراها والتي تحتاج للمزيد من تلك الأعمال، وذلك نتيجة لوضعها الفني السيئ الناجم عن قلة أعمال الصيانة التي نفذت عليها خلال السنوات السابقة، بعد الإشارة إلى أن الخدمات الفنية باللاذقية قامت مؤخراً بتنفيذ أعمال لترقيع الطريق الممتد من مقص جبلة إلى مدخل القرية.
وبمكرمة من السيد الرئيس بشار الأسد والسيدة عقيلته فقد تم تركيب مجموعة للطاقة الشمسية على البئر المغذي لمياه الشرب وقد تم تسليم هذه المجموعة للمؤسسة العامة لمياه الشرب، وهو ما أسهم في تحسين مستوى تزويد السكان بالمياه والذي كان لا يتم إلا لمرة واحدة كل 27 يوماً ليصبح حالياً كل 12-15 يوماً، بعد الإشارة إلى حاجة البلدة لإقامة آبار جديدة لتدعم المصادر الحالية للمياه (السن والبئر المذكور).
وكحال الكثير من بلديات ريف جبلة فإن واقع الصرف الصحي في البودي سيئ ويحتاج إلى المزيد من التحسين، حيث أن 70% من قرى البلدية لا تنعم بتلك الخدمات ولا تزال تعتمد على الجور الفنية لتصريف مياهها المالحة، بما لذلك من أخطار بيئية وصحية، وقد تمت دراسة إقامة محطات صرف صغيرة لحل هذه المشكلة لكن تلك الدراسات بقيت طي النسيان على الرغم من أهميتها، بعد الإشارة هنا إلى أن شبكات الصرف القائمة حالياً بحاجة لصيانة أيضاً كون مدة تنفيذها تعود إلى 40 عاماً.
أما أعمال ترحيل القمامة فتتم عن طريق الجرار والسيارة الضاغطة لكن المشكلة في قلة مخصصات المازوت اللازمة لهما نتيجة بعد المسافة إلى مكب قاسية، ناهيك عن المعاناة الأخرى التي تعاني منها البلدية في هذا المجال والمتمثلة في عدم وجود عمال نظافة لديها، وإرسال موظفة لأعمال النظافة بدل الموظف عندما طلبت عامل نظافة عن طريق المسابقة، علماً بأن الحاجة الفعلية من هؤلاء العمال تصل إلى 5 عمال.
وفي الوقت الذي تستمر فيه مؤسسة الاتصالات في رفع أسعار خدماتها فإن تلك الخدمات في البودي وقراها سيئة للغاية بدءاً من مقر البلدية الذي يعاني من ضعف التغطية الخليوية، إلى الشبكات الأرضية التي باتت بحاجة لتوسيع في البودي وقراها، وصولاً إلى إعادة تزويد قرية القلعة التابعة لمركز هاتف حرف المسيترة بكبل جديد بعد سرقة الكبل الذي كان يغذيها منذ مدة ليست بالقصيرة والذي حرمها من خدمات الهاتف الأرضي منذ نحو سنة.
وفيما تبدو مشكلة المواصلات أخف وطأة في البودي من خلال وجود 14ميكروباصاً يعمل على خطها، فإن المشكلة الموجودة في هذا الجانب تتمثل بالحاجة لإحداث خط جبلة المرداسية الثورة والذي كان يخدم من ميكروباصات عين الحياة التي لم تعد تخدمه في الآونة الأخيرة، وهو ما خلق معاناة حقيقية للأهالي لا يمكن حلها إلا من خلال إحداث خط يعمل على قريتهم.
وفي جانب خدمي آخر فإن المستوصف الموجود في البودي بات بحاجة إلى ترميم، وهو الأمر الذي تمت المطالبة به لأكثر من مرة دون أن يتم التنفيذ حتى الآن، علماً بأن المستوصف يحتاج لكادر طبي أيضاً لتحسين مستوى الخدمات التي تقدمها للمواطنين والتي تقتصر حالياً على اللقاح وحسب، وألحق الزلزال كما يقول رئيس البلدية بعض الأضرار التي تمثلت ووفقاً لنتائج أعمال لجنة السلامة العامة باللاذقية بوجود : 7منازل بحاجة للهدم و 20 منزلاً للتدعيم في البودي و 12 منزلاً في حوران البودي للتدعيم و 14 بيتاً للتدعيم في البودي و 12منزلاً في قلعة بني قحطان، بالإضافة لمنزل واحد للتدعيم ومثله للهدم في الثورة ولبيت واحد للتدعيم في الطويشرة التي يحتاج نحو 100 بيت فيها لتدعيم الأعمدة التي تضررت بالزلزال، والذي تم تقديم العديد من الإعانات للمتضررين منه ووزعت لسكان البودي وقراها العديد من السلل الغذائية من قبل المنظمات الأهلية والإنسانية وبنتيجة التوسع السكاني فإن حاجة البودي لزيادة الأراضي المخصصة للبناء باتت ضرورية وهو ما يستدعي التوسع في المخطط التنظيمي، الأمر الذي يتم دراسته بالنسبة للبودي والرفع الطبوغرافي لقرى الطويشرة والثورة تمهيداً لإصدار المخططات الخاصة بها، فيما لا تزال باقي القرى على قائمة الانتظار على الرغم من الحاجة الماسة لهذا الأمر.
ولا يزال المبنى الذي تشغله البلدية مستأجراً وهو الذي يقع في قبو تأثر أيضاً بالزلزال، ما استدعى البحث عن موقع جديد لإقامة مقر للبلدية فيه وهو ما سيتم من خلال تركيب 4 غرف مسبقة الصنع من قبل فرع الشركة العامة للبناء والتعمير على الأراضي التي يتم البحث عن تأمين التمويل اللازم لاستملاكها، حيث سيتم البحث في إقامة معهد تعليمي كمشروع استثماري يعود للبلدية في الموقع الحالي الذي تتخذه كمقر لها حالياً، إلى جانب البحث عن تأمين التمويل اللازم لشراء عدة حراثة وشفرة سطل تركس ومقطورة للجرار الذي تم تخصيصه للبلدية بغية استثماره لتأمين موارد مالية تدعم قدرة البلدية على تحسين الخدمات التي تقدمها للأهالي.
ويقول رئيس البلدية بأن زراعة الزيتون الذي يشكل الزراعة الأهم في البودي وقراها قد عادت إلى الازدهار من جديد وذلك بعد التحسن الذي شهدته أسعار الزيت والزيتون، مشيراً إلى أن حالة الموسم هذا العام ليست بالجيدة وذلك نتيجة للمعاومة والظروف الجوية التي سادت فترة الإزهار ، لافتاً إلى أن موضوع معاصر الزيتون القائمة في قرى البلدية والتي لا يزال البعض منها غير مرخص يحتاج إلى الرأي الذي ستقدمه مديرية الموارد المائية في محافظة اللاذقية والمتعلق بتأثير تلك المعاصر على مياه حوض السن.
وأما في الجانب المتعلق بالأشجار الحراجية التي حرقت خلال الحريق الذي حدث في المنطقة منذ سنوات فقد اقترح رئيس البلدية أن يتم استبدالها ببعض أنواع الأشجار الحراجية المثمرة مثل الخرنوب والغار والسماق والكينا وغير ذلك من أنواع الأشجار التي يمكن أن تشكل دعماً لموارد السكان المحليين بدلاً من أنواع الأشجار التي كانت موجودة سابقاً.
نعمان أصلان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار