مساهمة فاعلة للمجتمع الأهلي في تقديم الخدمات لحمّام القراحلة وقراها

الوحدة : 1-11-2023 

تعد بلدة حمام القراحلة من أهم البلديات التي تقع في ريف جبلة حيث يصل عدد سكان البلدية مع القرى التي تتبع لها إلى نحو 13 ألف نسمة موزعين على قرى: حمام القراحلة وشير النحل وجيبول ودرميني والعريقيب وبشراغي وعين قبي والجبيلية.

وتحرص بلدية حمام القراحلة كما يقول رئيسها السيد مروان شباني على تقديم الخدمات اللازمة للمواطنين ضمن الإمكانات المتاحة لها، ومن خلال تضافر جهود المجتمع الأهلي وأصحاب الأيادي البيضاء معها، كاشفاً في هذا السياق عن تنفيذ فرع اللاذقية للشركة العامة للبناء والتعمير مشروع للصرف الصحي تضمن ترميم وصيانة لخطوط الصرف ولعبّارتي تصريف مطري في حمام القراحلة وجيبول وعين قبي وقيام البلدية بحصر معظم الأضرار التي نتجت عن السيول التي حدثت مؤخراً والتي ألحقت أضراراً كبيرة بالطرق والأراضي الزراعية والجدران الاستنادية والعبّارات التي تخدم المجاري المائية ورفع الكتب اللازمة بها إلى المحافظة من أجل توجيه من يلزم من أجل معالجتها.
وفي إشارة إلى المبادرات المميزة لأصحاب الأيادي البيضاء في تقديم الخدمات الضرورية للمواطنين أشار رئيس البلدية إلى مبادرة إقامة الفرن الذي وصلت كلفته إلى نحو مليار ليرة سورية والذي قدمه مجلس البلدة للمؤسسة العامة للمخابز وتم إشادته على نفقة أحد المحسنين بالقرب من مخفر شرطة الحمام ليتم استثمار القبو والطابق الأول من مبناه لصالح الفرن وتبقى الطوابق الأخرى لصالح مجلس بلدة حمام القراحلة، علماً بأن هذا المشروع قد ساهم في توفير مادة الخبز للبلدة وقراها وفقاً لأحسن المواصفات.
كما لفت شباني إلى مبادرة إقامة المكتب التابع للمصرف التجاري السوري الذي قدمت البلدية مساحة تتراوح ما بين 50-60م2 لإقامته وتكفّل الأستاذ يسار إبراهيم بتقديم كافة التجهيزات له على نفقته الخاصة التي تم ومن خلالها أيضاً تنفيذ الشبك الحديدي لمدرسة الشهيد بلال علي في درميني وترميم دورات المياه وجدار مدرسة الشهيد باسل نديم الجردي وتقديم سلال غذائية لخمس مرات ضمن القرى التي تتبع لبلدية الحمام، إضافة لتقديم الأدوية اللازمة للمركز الصحي.
ومن أصحاب الأيادي البيضاء التي قدمت العديد من المبادرات أيضاً السيد سمير حسن الذي قدم الحقائب المدرسية لطلاب المرحلة الابتدائية ضمن القرى الواقعة على محور السخابة حتى بطموش وقام بصيانة العديد من المدارس على حسابه الشخصي، إلى جانب قيامه بتأهيل مقر بلدية الحمام وبناء صالة تعزية مع كافة التجهيزات اللازمة لها. وبغير ذلك من المبادرات الخيّرة على مستوى البلدة التي تتقدم بالشكر أيضاً للسيد جميل حداد الذي قام بإصلاح سيارة القمامة التابعة للبلدية على حسابه الشخصي أيضاً.
ونوّه شباني بالنتائج الإيجابية للمبادرات الخلّاقة لأصحاب الأيادي البيضاء على مستوى بلدية حمام القراحلة وقراها، لافتاً إلى وجود العديد من المشاريع العامة التي تنتظر مبادرات هؤلاء الأبناء البررة لبلدتهم وأهلهم ومن ضمن هذه المشاريع صيانة الحاويات الخاصة بالقمامة التي باتت بحالة سيئة وتحتاج إلى المزيد من الحاويات الجديدة لتخديم العدد المتزايد من السكان الذي يحتاج إلى توفير سيارة ضاغطة أخرى، إضافة لمشروع مركز النفوس الذي أضحى مقره جاهزاً لكن تفعيله يحتاج إلى تقديم التجهيزات اللازمة مقدماً الشكر باسمه وباسم أهالي البلدة لكل من ساهم وسيساهم في تقديم هذه المبادرات الطيبة التي تنعكس خيراً على جميع المواطنين.
وفي الجانب المتعلق بالخدمات التي تقدمها البلدية أشار شباني إلى أن العمل في مجال النظافة يواجه مصاعب قلة المحروقات اللازمة لنقل القمامة إلى مكب قاسية حيث لا تزيد مخصصات البلدية من المازوت اللازم لتشغيل السيارة الضاغطة التي تملكها عن 500 ليتر في الوقت الذي تحتاج رحلة الذهاب والإياب الواحدة إلى المكب إلى 35 ليتراً وهو ما يجعل عدد رحلات الترحيل الشهرية على مستوى الحمام والقرى التي تتبع للبلدية لا يزيد عن 13-14 رحلة فقط وهو عدد غير كافٍ والذي يستدعي زيادة المحروقات المخصصة لذلك.
أما الصرف الصحي فهو مصدر معاناة كبيرة كون نسبة التغطية بخدماته تتراوح ما بين 70-80% ولكون المناطق السكنية الواقعة تحت مستوى الطريق تعتمد على الجور الفنية لتصريف مياهها المالحة وهو حال قرية بشراغي من جهة بيت ياشوط التي تعتمد على ذات الطريقة في تصريف مياه الصرف، الأمر الذي يحمل أخطاراً على المياه الجوفية في المنطقة التي تعاني أيضاً من كون الشبكة القديمة المنفذة التي أغلبها بيتونية بحاجة للصيانة وإعادة التأهيل ولاسيما بعد الزلزال الأخير الذي ألحق أضراراً كبيرة بها.

وكما باقي البلدات فإن أضراراً لحقت بمنازل المواطنين جراء الزلزال، الذي أدى وفقاً لتقارير لجنة السلامة العامة في محافظة اللاذقية إلى حاجة منزلين للإخلاء الكامل وحاجة آخرين للإخلاء الجزئي وحاجة عدد آخر من المنازل إلى التدعيم، مشيراً إلى توزيع العديد من المعونات لأهالي الحمام وقراها ولاسيما المتضررين منهم من الزلزال.
وفيما يتصف وضع الشبكة الكهربائية بالجيد بشكل عام فإن حارة النبع والحارة الشرقية من قرية درميني بحاجة إلى محولات جديدة، كون المحولات القائمة لم تعد تلبي حاجة العدد المتزايد من السكان والتوسع العمراني في كلتا المنطقتين مع التأكيد على حاجة شوارع الحمام وقرى البلدة إلى التجهيزات اللازمة لإنارة شوارعها بالطاقة الشمسية أسوة بالبلديات الأخرى.
كما يحتاج الواقع الخدمي في تلك القرى وفقاً للقاءات التي أجريناها مع بعض الأهالي إلى العديد من الخدمات الضرورية ومنها صيانة الطرق الزراعية وتفصيل خزان المياه الموجود في مدخل العريقيب ووضعه بالخدمة، وتوسيع المخطط التنظيمي وإعادة النظر في بعض الثغرات الموجودة فيه، وغير ذلك من الأمور التي نأمل بأن تنال اهتمام ذوي الأمر والقرار خدمة لأهالي بلدية حمام القراحلة وقراها.
وخلال زيارتنا للبلدية قمنا بزيارة مكتب المصرف التجاري السوري الذي يقدم وبحسب مديره غياث علي العديد من الخدمات التي تتضمن فتح الحسابات والإيداع والسحب والتحويل والفيزا والصراف الآلي وتسديد الأقساط وقبض الرواتب وغيرها من الخدمات التي لاقت ارتياحاً من سكان حمام القراحلة وما حولها، والذين كانوا يضطرون للذهاب إلى مدينة جبلة للحصول على تلك الخدمات التي تقدم لهم من خلال كادر مؤهل وذو خبرة كبيرة.
وفي الوحدة الإرشادية الزراعية في الحمام التقينا رئيسها المهندس عيسى معلا الذي قال بأن المساحة المزروعة بالزيتون التي تتبع لعمل الوحدة تصل إلى 14500 دونم وبالتفاح إلى 800 دونم وبالتبغ إلى 200دونم وبالقمح إلى 250 دونماً في الوقت الذي يصل عدد رؤوس الأبقار إلى 250 رأساً وبالأغنام والماعز إلى نحو2000 رأس، مشيراً إلى أن كوادر الوحدة يقدمون الدعم الفني للفلاحين في المنطقة، إضافة لاستخراج التنظيم الزراعي للأشجار المثمرة والمحاصيل الشتوية بغية الحصول على مستلزمات الإنتاج (الأسمدة والمازوت الزراعي)، كاشفاً عن مكافحة نحو 4000 دونم من الزيتون من ذبابة ثمار الزيتون وقرابة 600 دونم من الأراضي من ذبابة ثمار الفاكهة إلى جانب المكافحة التي تمت لبؤر الإصابة بجادوب الصنوبر والسنديان ولمرض عين الطاووس الذي أصاب بعض أشجار الزيتون، مشيراً إلى أن وضع محصول الزيتون لهذا العام كان ضعيفاً مقارنة بالموسم الماضي نتيجة لظاهرة المعاومة وإلى أن تراجع زراعة التفاح في المنطقة جاء نتيجة للاختناقات التسويقية التي أدت إلى إحجام الفلاحين عن زراعته في الوقت الذي يقتصر إنتاج القمح على تلبية احتياجات أسر الفلاحين في المنطقة، أما وضع القطيع الحيواني فهو جيد ولم تسجل أية إصابات مرضية (جدري بقر أو غيرها) فيه، منوهاً في ختام حديثه بالتعاون والدعم الذي يقدم للوحدة من قبل مديرية زراعة اللاذقية.

نعمان أصلان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار