الوحدة: 26-10-2023
أقام المركز الثقافي العربي في جبلة فعالية ثقافية بعنوان: في رحاب الخالدين (نزار قباني) بمناسبة مرور مئة عام على ولادة الشاعر نزار قباني، حيث ألقى الدكتور محمد يونس محاضرة سلط الضوء خلالها على بعض الموضوعات المفصلية في شعر نزار الذي كتب وأبدع وأضاف وجدد، مشيراً إلى أنه عندما يحضر اسم الشاعر نزار قباني تحضر نفحات العروبة، وصدى البطولات، وينسّم عطر الياسمين – ياسمين الشام. وينتفض طائر الفينيق من تحت الرماد ليثأر لفلسطين بالحجارة والنار، ويشمخ الجنوب بغرّة المقاومين ويتجلّى الجمال ويطغى الحب.
وذكر الدكتور محمد يونس أن بدايات كتابات نزار الشعرية كانت في عام أربعة وأربعين وتسعمئة وألف، وحينئذٍ كان طالباً في كلية الحقوق، وقد طبَعَ ديوانه الأول بعنوان (قالت لي السمراء) وفيه اكتشاف لعالم الأنثى، مشيراً إلى أن بعض النقاد رأى في شعر نزار قباني خروجاً عن التقاليد والعادات والدين، وهنا بدأت المعركة بين الجديد والقديم، وكان ردّه على ذلك بأن أصدر الديوان مزيناً بكلمات شعريّة، إذ قال : قلبي كمنفضة الرماد / إن تنبشي ما فيه تحترفي/ شعري أنا قلبي … ويظلمني من لا يرى قلبي على الورق.
وتنوّعت الموضوعات التي خاض فيها الشاعر نزار قباني، فاهتمّ بقضايا المجتمع وتأثر بالأمكنة التي عاش فيها وكتب عنها، وحملت أشعاره مجموعة كبيرة من القيم والأخلاق العليا التي ترتقي بفكر الإنسان، كما أنه حمل لواء الدفاع عن المرأة وسعى في سبيل تحريرها من العادات والتقاليد البالية وأرادها أن تكون مناضلة ومستقلة بأحاسيسها ومشاعرها وحقوقها، وذلك لسبب بسيط هو أنه شاعر عربي آمن بقضية تحرر الإنسان أينما كان، وبصرف النظر عن جنسه ولونه وعرقه. وقد وجد الشاعر في المرأة رمزاً للوطن والحنان والوفاء والإخلاص كيف لا وهي الأم والشريكة والأخت والحبيبة، والشاعر قيصر عندما تكون معه على حدّ قوله : ” ما كل قياصرة الدنيا ما دمت معي فأنا القيصر”. والمتتبع لشعر نزار يلحظ قدرته العجيبة في ربط الموضوعات والعناصر المكونة للغته الشعرية، واستخدامه في شعره اللغة القريبة من ذهن المتلقي.
واختتم الدكتور محمد يونس بقوله: لشعر نزار قباني تأثير عميق في المتلقين، ولن يأخذ حقه مهما كتب عنه، فماذا أقول فيك يا نزار /تعلو الثريا الثرى/ ومنك النجوم تغارُ / وأنك في الخالدين أبداً وشعرك حب وإكليل وغار.
يُذكر أخيراً أن الدكتور طلال حسن قدم الدكتور محمد يونس في بداية المحاضرة معرّفاً عنه بأنه نال شهادة الدكتوراه بعلم اللغة مثنياً على جهده الذي يتناول الأدب عموماً.
ازدهار علي