“الرؤية الجمالية في النقد العربي” ….في رسالة ماجستير

الوحدة:23-10-2023

نوقشت في جامعة تشرين، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، رسالة ماجستير في قسم اللغة العربية لطالبة الدراسات العليا “لين غدير حسن” بعنوان: “الرؤية الجمالية في النقد العربي بين ابن طباطبا و القاضي الجرجاني”، وذلك بإشراف: د. وضحى يونس/مشرف رئيس/ و د.أريج صالح/مشرف مشارك/ . و بعد انتهاء المناقشة تداولت لجنة الحكم المؤلفة من السادة: د. بشير ناصر و د. وضحى يونس و د. ياسر عبد الرحيم، و بموجب المداولة منحت لين حسن درجة الماجستير تقدير جيد جداً. في مادتنا الآتية نسلط الضوء على أهم ما جاء في الرسالة من مضامين أغنت موضوع البحث..

يُعَدّ مفهومُ الجمالِ من أقدمِ المفاهيمِ التي ظهرت في حقل الأدب والنّقد، فالجمال  غاية إنسانيّةٌ يسعى إليها البشرُ لتمنحهم وجوداً أكثر جدوى وجاذبيّةً، ويمر العملُ الأدبيُّ  بمراحلَ إلى أن ينتهي بعمليّةِ التّقويمِ وإصدارِ الحكمِ الذي يفترضُ للجمالِ أصولاً في الأثرِ الأدبيِّ المراد نقدَه. وقد اختير في هذا البحث  دراسة الرؤيةِ الجماليةِ في كتابَي عيار الشّعر لابن طباطبا والوساطةُ بينَ المتنبّي وخصومِهِ للقاضي الجرجانيّ. إنَّ أهميّةَ البحثِ تكمنُ في محاولة رفد سلسلةِ الدراساتِ التي وضعت لفهم الأسسِ الجماليّةِ  في النّقدِ العربيِّ القديمِ ، والإجابةِ على الأسئلةِ التي تؤدي إلى فهمِ الرّؤيةِ الجماليّةِ عندَ النّاقدَين، كما تتجلّى أهميّةُ البحثِ بقراءةِ النّصِ النّقدي القديم قراءةً جماليّةً بأدواتٍ نقديّةٍ حديثةٍ وتحليله وتفسيره.

يتألّف البحثُ من مقدّمةٍ وثلاثةِ فصولٍ وخاتمةٍ.

يدرس الفصل الأول العلاقةُ بين النّقد والجمال، فالنقدُ يبحث في القوانين التي تجعل  النصَ جميلاً، ويعرضُ هذا الفصل  أسسَ النقدِ الجماليّ عند النّاقدين وأهمها الوحدةُ والصدقُ والتناسبُ، فمن خلال هذه الأسسِ تظهرُ القيمة الجمالية للعملِ الشعري.

أمّا الفصل الثاني فقد تناولَ أنواعَ الرؤيةِ الجماليّةِ، النوع الأول هو الرؤية الجمالية اللّغويةُ فالنّص عند الناقدين نظامٌ يقومُ على التماسكِ والترابطِ، وجمالهُ يعودُ إلى سلامةِ تراكيبهِ من اللحنِ من خلالِ اقترانِ النّظمِ بعلم النّحوِ بمستوياتهِ اللفظيّة والتركيبية.

والنوعُ الثاني هو الرؤيةُ الجماليةُ البيانيّة من خلال الحديثِ عن ضربي التشبيهِ والاستعارة، أمأ الفصل الثالث فيدرسُ فكرةً مهمةً في النقد العربي القديم وهي فكرة التلقي، يتناولُ هذا الفصل مثيرات التلقي ومعوقاته، وأبرزُ المثيرات هو عامل التوافق النفسي، أما أبرز المعوقات فتكمن في مشكلة القديم والجديد.

ويتناولُ القسم الأخير من هذا الفصل النهج الفني عند الناقدين الذي يتطلب استعداداً ذهنيّاًً، وإرادة قبل الشروعِ بالنظم تجعلُ الحكمَ الجماليَ ينطوي على تخطيط معين.

أخيراً: ينظر ابن طباطبا والجرجاني إلى النص الشعري ككل متكامل ومتجانس لا ينفصل فيه اللفظ عن المعنى، بل يتحدان لتحقيق جمالية النص، فالعمل الشعري وحده لا يمكن فهمه أو تذوقه جمالياً إلا على هذا الأساس.

 

رفيده يونس أحمد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار