رسالة من الصورة إلى الصورة

الوحدة : 16-10-2023

 

تتمطى المسافات وتستطيل الخطوات..

يحلّ البين ..يطلّ الجفاء برأسه من نافذة الزمن

يلتفت القلب إلى الكلام مرسلاً..وإلى البوح مهموساً…تستعيد الروح روحها وريحانها عبر كلمات معطرة مناديلها بنسائم الشوق العليلة….

فالرسائل من أولى ماتخاطب به الإنسان..ولعلّ الصور والنقوش التي وجدت على جدران الكهوف قد مثلت بداياتها..

 

** الرسالة من الصورة الى الصورة.

إنّ الكتابات التي شوهدت على جدران القصور والمعابد ليست إلا مظهراً من هذه المظاهر الإعلامية التوثيقية والتذكارية لما يراد أن يعلم في الأزمنة القادمة..

وفي العصر الجاهلي كانت الرسائل واحدة من الفنون الكتابية.

واستمر ذلك إلى الإسلام ..(رسائل الدعوة  إلى الإسلام…..)

ثم ما اصطلح على تسميته فيما بعد (بفن الرسائل..)

في العهود: الراشدي والأموي والعباسي والعهود اللاحقة..

فالرسالة هي إحدى الفنون الأدبيّة التي عرفها العرب في قديم الزمان، وتعني نقل معلومة مُعيّنة : دينية..فقهية..لغوية نحوية..تاريخية جغرافية..علمية ..أدبية نقدية…الى آخره بأسلوب مُعيّن، عبر وسيلة معينة تطورت مع تطور الزمن أداتها(الرسالة).. وقد حفظ تراثنا الأدبي

رسائل: أبي حيان التوحيدي. وابن عبد ربه…والجاحظ ورسائل إخوان الصفا….

وفي العصر الحديث

عباس محمود العقاد ولقمان الحكيم….وعبد القادر المازني  والمنفلوطي والرافعي وجبران خليل جبران ورسائله إلى مي زيادة….والقائمة تطول …..

شهد فن الرسائل تطوراً منذ العصر الإسلامي ومابعده..وذلك للضرورة إلى الرسالة كنص نثري ذي مضمون يحقق الهدف والرسالة  اللذين من أجلهما كانت الرسالة…ألا وهو الإعلام والإخبار..حيث تغدو الرسالة خبراً ..

وتابع فن الرسائل تطوره  وازدهاره

وفي العصر الحديث- حيث الرقم والصورة والإنترنت – غدت” الرسالة” مجرد كلمات معدودة ربما لاتتعدى مفردات بعدد أصابع الكف الواحدة.. تماشياً مع العصر وسرعته وتكثيف منجزاته واقتصادها..بل أكثر من ذلك صارت الرسالة صورة…وبالتالي..كأن الزمن يعيد نفسه.”

فالرسالة” بدأت صورة على جدران الكهوف والمغاور…وانتهت  إلى رسالة قصيرة(Sms ) على سطح اللوحة أو الشاشة الزرقاء  للعالم الافتراضي..أكان ذلك الحاسوب أو الهاتف النقال… ..

 

* كلمة اخيرة

إنّ “فن الرسائل” مثله مثل أي من الفنون الأدبية القولية والكتابية

يشهد تطوراً لافتاً.. وبالتأكيد لن يقف عند هذا الحد..بل سيستمر في التطور والازدهار محتوىً وشكلاً….

 

 خالد عارف حاج عثمان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار