الوحدة: ١٤-١٠-٢٠٢٣
كتاب من الشعر للأديب الشاعر والروائي وائل غازي شعبان الذي تحدث عن نتاجه هذا:
لم يبق متسع لنقطة، فرأيت أن أهب الغلاف قصيدتي..
حسبي بها – يوم الحساب – قرينة إما سئلت، وقد قتلت: من التي؟
الكتاب الذي أهداه مؤكداً أنه رفع هذا الكتاب إلى كل بتلات الياسمين التي أشرفت على شفة العذاب، مؤكداُ في التمهيد للقصائد بالقول:
لست ممن تتفتح أزهارهن مجاراة لصيرورة الفصول..
لكنك تأتين مع انبلاج السحر..
ويختصر الأماني بجملة واحدة تقول:
ليت اللقاء يا حبيبتي إذا ما التقينا يطول.
وفي أول قصائده تحت عنوان حبر وذكر يحكي …وقد هجر الدف، والدفتر، ولم يأسف لما يخسر
فدواة الخمر لا تجدي، والقلب لم يعد يكسر..
والشعر لم يعد يهذي بأنه الحلم الأكبر
وقد أشقاه الحب..
ويتساءل: هل في الحب ما ينكر؟!
وتتتالى القصائد من البحور المنوعة: البسيط، الوافر، الكامل …
ومن أولى قصائده ما كتب وهو شاب صغير وحين كان في الصف الاول الثانوي، مؤكداً أنها فاتحة كتاب عذابه، وقد نظمها عام ١٩٩٨و منها:
تعانقنا فضاعت في عيوني وغبنا
عن تفاصيل الوجود
وأينع وجهها المشتاق بشرا
بتفاح تبختر في الخدود
وتتتالى القصائد في الغزل، والحب ..
من قصيدة رفقاً بقلبي:
رفقاً بقلبي حلوتي
ما عاد وائل يصبر
هلا سألت فؤادك الخفاق
ماذا يحذر؟
والحق عندي أنه
من في دلالك يعذر
فالقد صفصاف الجبال بسفحها يتبختر.
وتأخذك العناوين لتقرأ:
حرر هواك، غصن الورد، مخلدة الجمال، على ذراعي، انصباب وجواب، دموع التماسيح، بكاء القلوب، في غفلة الدهر، في المطار، وغيرها من عناوين وقصائد تلامس القلب، تثير المشاعر، فيها من الحب، والحنين الكثير.
من “صيحة رمادية”:
نموت ونحيا، ويبقى الوطن
عزيزاً، وحراً برغم المحن
ويبقى عرين العروبة حصناً
لكل شريف بها محتضن
ولن تستباح بلاد الشام
فإما الكرامة
إما الكفن
ومن قصيدة على شفة العذاب التي احتلت اسم الكتاب:
عبثاُ ألومك
إن خذلت محبتي
وشريت بالشوك المعجل جنتي
عبثاً ألومك
أن هرقت صبابتي
وحرقت أغصان الغرام بكرمتي
وسقيتني السم الزعاف ولم أكن
أسقيك إلا من أطايب خمرتي.
يؤكد الشاعر في ختام ديوانه أنه يقدم كتاباً يظهر فيه وجهاً مختلفاً بعض الشيء عما هو عليه في سابق كتبه، وقد حجز موطئ نقطة على منصة الحداثة، ولا ينفي تهمة انتسابه إلى نمط الشعر الجاهلي مؤكداً تنوع مضامين عناوينه، واللغة السهلة، وتنوع الأغراض بين الغزل، وحب الوطن، واللهو، والمجون، والحكمة، مع مراعاة أدق أصول صياغة البيان رسماً بالكلمات.
سعاد سليمان
تصفح المزيد..