الوحدة: ٩-١٠-٢٠٢٣
على بُعد أمتار قليلة من مجمّع أفاميا الحكومي، وبعيداً عن الحالة التسويقية التي يعيشها هذا المكان التجاري الضخم، هناك حالة تسويقية أخرى على الجانب الآخر (الشعبي)، هي حالة ريفية بامتياز عبر نسوة وقورات ورجال تتجمّع حولهم بضاعتهم القادمة من خيرات حقولهم وقُراهم، وغالبية هذه المواد المعروضة تتمتّع بسعر خيالي كالتين والجوز والعنب والعنّاب والزعتر وغيرهم كثير، حيث يشهد هذا المكان ازدحاماً (شكلياً) بعيداً عن التداول والشراء إلّا نادراً، والوضع نفسه ينسحب على الجانب الخاص بالأسماك والفروج، (للفرجة فقط)، وبالتالي الابتعاد القسري عن تحضير المؤن الخاصّة بالشتاء من مربيات ومكدوس وملوخية ومجفّفات أخرى، علماً أن هذا السوق كان في السابق مهرباً حقيقياً لأصحاب الدخل المحدود ..
وإلى جانب ساحة الشيخضاهر، وفي أحد الشوارع الفرعية، حيث تتلاقى هناك السرافيس الخاصّة بمناطق الحمام وبسنادا، مع سرافيس المشفى الوطني والطابيات وحي القدس في مكان ضيّق حيث اختلطت الأمور مراراً على الركاب، فراكب سرفيس بسنادا يجد نفسه أحياناً متجهاً إلى حي القدس والعكس صحيح، وهنا يجب العمل على إيجاد صيغة تفرّق هذا عن ذاك، والعمل على إيجاد مكان ملائم لكلا الخطّين، فالبعض لا يجيدون القراءة وخاصّة من كبار السن، ولا يحبذون السؤال، والحديث يقودنا إلى ظاهرة المقاعد المصطنعة الإضافية في السرافيس (عامّة) وعلى حميع الخطوط، حيث تعمل هذه الإضافات على تضييق السرفيس وتساهم بتمزيق الثياب بسبب المعادن الخارجة من الأطراف، في حين كانت هذه المقاعد منذ عقد مضى ممنوعة ومخالفة للقوانين، وهنا يتحتّم على أصحاب هذه السرافيس العناية بالمقاعد، فأسعار الملبوسات لا تناسب الغالبية وخاصّة البنطال الجينز المشهور وأسعاره الغريبة.
سليمان حسين
تصفح المزيد..