الوحدة 7-10-2023
هل عددت لحظات الفرح في حياتك أيها السوري؟!!!
بل أيها العربي؟!!
حين تضحك .. هل ما زلت تردد بداخلك: “الله يجعله خيراً هذا الضحك؟!”
نعم .. لم أعد لحظات الفرح لأنها أقل بكثير من لحظات الحزن، وأمام كل ابتسامة دمعة بل دمعات!!
بالأمس.. كنا في رحلة صحفية ضمت مجموعة من صحفيي طرطوس إلى أجمل بقاع الأرض “بنظري طبعاً”
ريف اللاذقية الساحر، والطبيعة الساحرة..
أردنا أن نغني، أن نضحك، ونفرح…
حاولت كطفلة وجدت لعبتها الضائعة..
ركبت الأرجوحة الخاصة بالأطفال.. ولم أضحك!!
رسمت الضحكة على وجهي المتعب..
ركبت المركب الذي تجول في بعض من البحيرات السبع الساحرة، وحين حاول طفل جميل يرافقنا أن يقود المركب ووافق قائده.. أردت كطفلة أن أقلده..
وقلدته.. لأضحك، لأبتسم، لأزرع البسمة من حولي ولمن حولي..
نعم قدت المركب لدقائق..
المركب الذي تصدح منه الأغنيات، وضحكات الصبايا، وهن يرقصن على النغمات.. نغمات الموج والموسيقى.. فوق مياه أراها مقدسة..
قدت المركب، وضحكتي تملأ وجهي.. نعم.. والله ..
فالصور التي التقطتها لي كاميرا موبايل الصديقات تؤكد!!
ضحكات لا أظنها وصلت إلى صدري الذي كاد يختنق من خبر التفجير الإرهابي للحياة في حمص .. مدينتي التي ذبحت من الوريد إلى الوريد، وأنا الشاهد..
وسؤال يتردد داخلي دون جواب: لماذا؟!!!
سؤال أرق وجودي منذ وجودي؟!
وأنا الطفلة أجتمع وأسرتي بجانب المذياع الكبير لنسمع أخبار الحروب.. فلسطين، ثم لبنان.. ونعيد توليف القضايا ومناقشتها حين أخذ التلفاز يعطينا الصور، والوقائع..
اليوم.. سورية ومنذ سنين.. الحجر العثرة في حلوقهم ..
سورية التي فتحت قلبها كما أفتح قلبي السوري.. فالطبع غلاب..
سورية التي لم تحصد إلا الألم، .. والقتل.
ونحن شهود عيان.. أو أبطال هذه المسرحيات..
نموت ونحيا..على عالم مفتوح على النار ..
جهنم هنا.. والنار تلفح قلوبنا والوجوه..
ألم يكفينا أننا نعيش رغم الموت!!
كفى بالله عليكم..
ضاقت دروبنا كما القلوب..
حتى الزرع أراد الهروب.. وإلى أين ؟؟!!
سعاد سليمان