الوحدة: ٦-١٠-٢٠٢٣
تحول واقع النقل في محافظة طرطوس إلى أزمة مزمنة يتفنن أهل الشأن من أجل حلها، وحيث لا سيارات تكفي والأسطول متهالك والمحروقات مقننة وأسعار قطع الغيار محلقة وجيوب المواطنين خاوية، يبقى التحدي اليومي هو النجاح في الوصول ذهاباً كان أم إياباً، وسط الشكاوى اليومية والمتكررة من المواطنين والسائقين حول مشكلة الازدحام والانتظار وسوء التنظيم في الكراجات، حيث يقول المواطنون في شكواهم: نضطر للسير مسافة طويلة ونحن نحمل غالباً أكياساً وأوزاناً ليست بالقليلة للوصول للسرافيس التي ستقلنا، حيث لم يتم وضع سيارات لأي جهة على الرصيف الأول قرب الباب، ولا يوجد عربات تساعد على نقل الأمتعة ثقيلة الوزن إذا اضطر إليها المسافر، ومن ثم وبعد الوصول وإيجاد سيارة تقلنا ننتظر اكتمال عدد الركاب في السرفيس وحينها فقط بإمكان السائق التوجه لتعبئة سيارته بالمازوت حيث أصبح هذا شرطاً كي يتأكد أصحاب الشأن من أنه لم يقم بالتلاعب بمخصصاته، وهنا نضطر والسائق للانتظار مرة ثانية كي يأتي دوره، وبعد ذلك يضطر السائق للمناورة بذكاء حتى يتمكن من الالتفاف والعودة حيث أن الطريق هناك مفتوح بالاتجاهين ومزدحم، وهنا نعاني نحن والسائق قبل أن يعود أدراجه من نهاية الكراج جنوباً إلى المدخل الغربي الذي دخلنا منه حتى يأخذ دفتر تسجيل الأسماء والهويات ويتم معاينتهم من قبل الجهات المختصة ويسمح له ولنا أخيراً بالتحرك للخروج من الكراج من الجهة الجنوبية ليختم دفتره ويغادر !! وبعد أن يكون قد طفح الكيل مع الجميع، أما السائقون وخصوصاً سائقو جبلة واللاذقية فأشاروا لنا أنهم لم يشهدوا مثل التعقيدات الذي تواجههم في كراج طرطوس، حيث تبدو الحركة أفضل في كراجي جبلة واللاذقية وبإمكان السرفيس أن ينطلق مباشرة لرحلته فور امتلاء سيارته، وهذا ما يضعنا أمام العديد من الأسئلة، فهل بإمكان لجنة النقل بمحافظة طرطوس إعادة النظر بطريقة تنظيم كراج طرطوس بما يحقق بعض الراحة للمواطنين، وهل بإمكان مجلس المدينة أن يباشر بإجراء بعض التحسينات إن كان من ناحية بعض التفاصيل التي ذكرناها أعلاه ومن خلال تنفيذ الصيانة للمواقع المتعبة من الطرقات داخل الكراج حيث أنه لا استثمار جديد يلوح في الأفق وعلى ما يبدو سيبقى الحال طويلاً على ما هو عليه، ومن الأفضل التعاون بين جميع الجهات لتحسين واقع النقل في الكراج بدل تسوير المنصف والمعبر لإجبار الناس على صعود درج العبور !! كما يحتاج العديد من المواطنين وطلاب الجامعات لإبقاء الكراج مفتوحاً ولو على نظام المناوبات حتى السابعة أو الثامنة مساءً على الأقل يومياً، حتى يتمكنوا من متابعة أشغالهم والعودة لمنازلهم بدل شل حركتهم لتوقف حركة النقل من المدينة قبل السادسة مساءً من كل يوم.
رنا الحمدان
تصفح المزيد..