الوحدة: ٦-١٠-٢٠٢٣
رجال من جيشنا وقادة وضباط خاضوا حروباً وجالوا في جبهاتها لتكون لهم ذكريات جميلة ومؤثرة في حياتهم ونشاطهم، واليوم بكل اعتزاز وفخر يروون حكاياتهم عن ملحمة شكلت منعطفاً تاريخياً هي حرب تشرين التحريرية.
اللواء المتقاعد رضا شريقي – رئيس رابطة المحاربين القدماء في اللاذقية قدّم محاضرة بعنوان (حرب تشرين التحريرية ..دروس وعبر) بمناسبة ذكرى حرب تشرين المجيدة في مقر الرابطة، حيث استهلها بذكر أسباب الحروب وأشكالها، ثم استفاض بالحديث عن حرب تشرين المجيدة التي شكلت منارة لأجيال وأجيال فقال: حرب تشرين التحريرية هي ملحمة تجلى فيها الصراع ما بين قوى الخير وقوى الشر وتجلت فيها الإرادة الحرة للعرب، وأشار إلى عام 1948 بإعلان قيام الكيان الصهيوني والاحتكاك المباشر للفلسطينيين مع العدو الصهيوني ونكسة حزيران التي جاءت بغفلة من العرب، وهو ما دفع بالسوري للاستعداد للحرب لاسترداد الحقوق والأراضي المحتلة فقال: بعد قيام الحركة التصحيحية التي قادها القائد المؤسس حافظ الأسد ازداد زخم الاستعداد للحرب والجلي الأوضح له هو استعداد الدفاع الجوي، وأيضاً الإعلام في إعداد المواطن وتهيئة النفوس لجميع الاحتمالات وعملت جميع مفاصل الدولة والوزارات للاستعداد لوجستياً للحرب. وتابع: وكانت الحرب بعد وضع الخطط العسكرية والاستراتيجية لها في الساعة الثانية التي ظنها العدو في الثامنة مساء. وتم التنفيذ بالتركيز على وصول الطائرات في الوقت المحدد إلى أهدافها في العمق الإسرائيلي دون اعتراض، واجتياز الخطوط الدفاعية المحصنة للعدو الإسرائيلي والتي كان يعتبرها عصية على الاختراق وعبور خط آلون على الجبهة السورية وخط بارليف على الجبهة المصرية والسيطرة على جبل الشيخ ومقر العدو فيه.
بعدها عرض السيد اللواء رضا بعضاً من مشاهداته الشخصية ومنها: سقوط طائرات العدو وعدم استطاعة صواريخ هوك التي فخر بها من ملاحقة طائراتنا التي كانت تطير على ارتفاعات منخفضة، هلع الجندي الإسرائيلي عند مشاهدة الطائرات السورية، وفي طلعات لا تنسى قال: تدمير رتل آليات على الطريق المؤدي إلى القنيطرة من الغرب، تدمير تجمعات العدو في عمق الجولان، تدمير غرفة العمليات، توجيه ضربة لتل الفرس وضربات على مقرات العدو ومراكز القيادة والاحتياطات، تصدي البحرية للعدو وبسالة رجال البحر من قواتنا الساحلية. وأشار السيد اللواء رضا إلى ما بعد الحرب على الصعيد (الداخلي، العدو، العربي، الدولي) وفي ختام محاضرته تحدث عن الدروس والعبر التي جاءتنا بها هذه الحرب المجيدة.
وفي ختام المحاضرة ألقى السيد العميد المتقاعد محمد حشمة قصيدة وطنية عن حرب تشرين وألقها، ومن قصيدته المطولة شعراً وغزلاً برجال جيشنا نذكر هذه الأبيات:
ونحن لكل معركة رجال
كتاب الحرب عن لغتي مترجم
وبدء الحرب نحن ومنتهاها
وقاموس لسؤددها ومعجم
نحلق بالهموم نطير فيها
ومن قد قال نهزم كان موهم
هدى سلوم
تصفح المزيد..