رقــم العــدد 9357
29 أيـــــــــــار 2019
أقام المركز الثقافي العربي في مدينة بانياس محاضرة بعنوان كلمة السيد الرئيس في افتتاح مركز الشام الإسلامي لمكافحة التطرف والإرهاب ألقاها الدكتور الباحث سومر صالح وضّح فيها أهمية ومضامين هذه الكلمة والنقاط التي ركز عليها السيد الرئيس حول مفاهيم التعصب والتدين وأهمية المجتمع السليم المتوازن في علاج ظاهرة التطرف، وأهمية العقل والحوار والوعي في مكافحة التطرف، وشدد على أهمية هذا الإنجاز والصرح الوطني الفريد من نوعه لمواجهة الفكر المتطرف والإرهاب ومجابهته بالفكر والعمل، منوهاً بأهمية الجهود التي تبذلها وزارة الأوقاف في إطار مكافحة الفكر المتطرف، وانتقل بعدها إلى شرح مفهوم التطرف وقال: إنّ هذا المفهوم بحاجة إلى تعريف ومعايير واضحة و بالتالي من أهم الأمور لإنشاء مركز الشام لمكافحة التطرف والإرهاب هو تعريف التطرف وتحديد معاييره وسبل علاجه لأن تعريفه بشكل واضح يبين الأسباب الحقيقية أي التشخيص الصحيح للظاهرة، وبالتالي الوصول إلى آليات حقيقية وناجعة في معالجة ظاهرة التطرف الخطيرة على المجتمعات عامة، كما ميز بين مجموعة من المفاهيم المرتبطة بموضوع التطرف كموضوع الانغلاق الذهني والكراهية والتعصب والتكفير والإرهاب وهي سلسلة مرتبطة مع بعضها تنتهي إلى الإرهاب وركز صالح على أن التطرف غير مرتبط بالعقيدة فهو حالة مرضية نتيجة انغلاق ذهني، وأيضاً تطرق إلى العلاقة بين العلمانية والتدين كما وضحها السيد الرئيس في كلمته الهامة والمؤسسة لاستراتيجية وطنية للقضاء على التطرف وأوضح صالح أن تعريف العلمانية يُشكّل إشكالية مفاهيمية في المجتمعات العربية كونه مصطلحاً نشأ في بيئة ثقافية واجتماعية مغايرة عن البيئة العربية اجتماعياً وثقافياً، لذلك يجب تعريف العلمانية تعريفاً واضحاً يناسب بيئتنا الثقافية العربية بخصوصيتها المجتمعية، ثم أوضح الباحث العلمانية المؤمنة وكيف نشأت تاريخياً، بعد ذلك تم طرح مجموعة من الأسباب التي تقود للتطرف المرتبط ارتباطاً وثيقاً بظاهرة الجمود الذهني و كيف ينشأ التعصب وماهي أسبابه وماهي الوسائل العلاجية وأشار إلى نقاط مهمة في سبيل ذلك من هذه الوسائل النمط العمراني الحديث وإزالة أسباب الإحباط من المجتمع، وتجديد مفاهيم الانتماء والولاء والتأكيد على الهوية الوطنية الجامعة في هذا الاطار، و كلها توضع في بوتقة واحدة ضمن استراتيجية وطنية شاملة لمكافحة التطرف حيث لا يمكن مكافحة التطرف إلا بسياسة شاملة تشمل عدة اتجاهات وعدة مسارات للوصول إلى مكافحة التطرف، لأن التطرف بالأصل ظاهرة في المجتمع وبالتالي مكافحتها تبدأ من المجتمع وبنائه بطريقة سليمة، مشيداً بخطوة تجديد الخطاب الدينيّ وأهميتها في مكافحة التطرف، ونبه أنّ مجتمعاتنا مستهدفة من قبل مؤامرات ومخططات خارجية معادية توضع لاختراق وتدمير وحدتنا المجتمعية من قبل الأعداء لذلك يجب تحصين ذاتنا بالفكر وبالسياسات الاجتماعية والثقافية والعمرانية لأنها تنصب في هدف واحد وهو مكافحة التطرف.
رنا ياسين غانم