الوحدة : 17-9-2023
اضطرت أم سومر التي تسكن في قرية بعيدة عن المدرسة(حلقةثانية) والتي سيدرس فيها ابنها إلى نقل سكنها إلى تلك القرية واستئجار منزل هناك ، حيث لا يوجد في قريتها سوى مدرسة حلقة أولى، دفعها لذلك الإجراء أجور النقل المرتفعة عبر التعاقد مع سرفيس ينقل الطلاب من وإلى المدرسة والتي تبعد حوالي ١٠ كم عن قريتها حيث أقل تقدير للمبلغ المطلوب شهرياً سيصل لحوالي ال ٣٠٠ ألف ليرة هذا فقط للطالب الواحد.
وفي هذا السياق يتكبد أولياء الأمور التكاليف الباهظة مع بداية العام الدراسي والتي لاتقف عند حقيبة وقرطاسية ولباس مدرسي وإنما تتعداها إلى أجور المواصلات المرتفعة المترافقة مع ارتفاع أسعار المحروقات لتكون هذه الأعباء قاصمة لظهر المواطن الذي يجابه مرارة الواقع وقسوته ويتحايل عليه حيث تستنزف نفقات المستلزمات المدرسية دخل الأسرة، فبات الإنفاق على التعليم المدرسي يؤثر على أولويات غالبية الأسر إن لم يكن أكملها ومع زيادة الأعباء المدرسية يضطر المواطن للتضحية على حساب أساسيات أخرى.
وفي نفس البوتقة توضح السيدة رولا وهي أم لولدين في الثانوية بأن أعباء العام الدراسي لا تتوقف عند تأمين اللباس المدرسي والقرطاسية فهناك أجور النقل والتي تتطلب ٨٠ ألف ليرة سورية شهرياً لكل طالب، مبينة بأنها ومع بداية العام الدراسي تجد نفسها أمام تحديات مالية في محاولة التوازن بين المسؤولية اليومية ومتطلبات الأعباء الدراسية ما بين لباس مدرسي وحقائب ودفع أجور نقل، لافتةً بأن تكلفة ذلك بلغت حوالي المليوني ليرة سورية والتي بالطبع استدانتها لحين.
فيما أشارت أم يوسف بأن العام الدراسي يثقل كاهل الأسرة من بدايته إلى نهايته ما بين أقساط ومستلزمات وحتى المصروف اليومي لتأتي أجور المواصلات التي تفاقم. الوضع مشكلةً عبئاً إضافياً يرهق موزانة كل أسرة، والتي بالكاد تغطي تكاليف المعيشة فلا العمل الإضافي يجدي ولا الأعمال الحرة، لتضيف بأنها لدى شرائها مستلزمات الدراسة ومع تجاوز مبلغ الشراء ما هو محسوب حسابه تخلت عن بعضها من ناحية العدد فبدل القلمين اكتفت بقلم، وبدفتر بدل الاثنين فهي أم لثلاثة أولاد في المدرسة ومع تكاليف أجور النقل الباهظة أوضحت: أصبحنا ندور في دوامة ولم يعد الراتب المسكين يتحمل المزيد من القروض.
والحال من بعضه مع الطالبة الجامعية هزار وشقيقها سيزار فهما يدفعان يومياً ١٠ آلاف على الشخص الواحد فيما الأخت الثالثة طالبة ثانوي تدفع ١٠٠ألف شهرياً حتى تصل لمدرستها الثانوية.
الحديث يطول وله شجون وهذا حال الكثير من الطلاب سواء من وإلى الريف أوحتى ضمن المدينة حيث يتحمل أهاليهم ما يفوق قدراتهم المادية في ظل واقع قاس فرض نفسه حتى وصلوا لقناعة بأن التعليم لمن استطاع إليه سبيلاً، وهو ماينم عن مؤشرات سلبية لايجب إغفالها أبرزها خوف التسرب من التعليم.
نجود سقور