الوحدة 16-9-2023
صرّح وزير الكهرباء في أكثر من مناسبة أنه لا زيادة على أسعار الكهرباء المنزلية، ومردّ ثقته أنه لا زيادة في أسعار فواتير الكهرباء للشريحة التي استهلاكها مادون 1500 كيلو واط خلال الدورة الواحدة، حيث أن الزيادة تطال تلك الشريحة التي يزيد استهلاكها عن 1500 كيلو واط. هذا الكلام من الناحية النظرية لا غبار عليه ولكن ماذا عن التطبيق العملي؟ هل حقيقة ثمة قراءة حقيقة للاستهلاك ولكل دورة على حدة ؟ من جهة ثانية هناك عدد كبير من المشتركين لم يتفاعلوا وربما تخوفوا من إعلان وزارة الكهرباء أنه مع إدخال مجموعات توليد جديدة وإنتاج كميات إضافية من الطاقة بالتزامن مع اعتدال الطقس مع نهاية فصل الصيف، سيتم لحظ تحسن نسبي في واقع الكهرباء، حيث فهم الكثيرون هذا الخبر على أنه فخ لاستهلاك مزيد من الكهرباء بحيث يتجاوز المشترك حد ال 1500 كيلو واط وبالتالي يترتب عليه ثمن استجراره وفق السعر المضاعف. والنقطة التي تسبب تخوفاً أكبر هي عدم مصداقية القراءة لجهة التوقيت قبل الكمية لأن قارئ العدادات يأخذ القراءة كل عدة دورات مرة واحدة، وهكذا ستتراكم كمية استجرار كهرباء كبيرة خلال دورة واحدة وفاتورة واحدة، وباعتبار أن الكهرباء المنزلية تستوفى قيمتها على أساس نظام الشرائح (يعني كلما زادت الكمية المستهلكة يزيد سعر الكيلو) سيصل مبلغ الفاتورة إلى رقم كبير جداً و فيه ظلم كبير، وفي حال الاعتراض على قيمة الفاتورة ستتم مراجعة سجل القراءات وستظهر مصداقية رقم الاستهلاك وفق آخر قراءة متوافقة مع الكمية المذكورة بالإيصال، ولن يستفيد المشترك من الاعتراض وسيكون مضطراً لتسديد المبلغ كما ورد ولو أنه ظلم. ومعلوم أن أسعار الكهرباء ارتفعت بشكل كبير وقد طال الرفع التعرفات التي تزيد على 1500 كيلو واط، ووفقاً للقرار أصبحت التعرفة 200 ليرة بدلاً من 90 ليرة ولفئة الاستهلاك فوق 2500 أصبحت 450 ليرة بدلاً من 150 ليرة. وفي الاستخدامات الصناعية ارتفعت معظم التعرفات أكثر من الضعف لتصبح 220 بدلاً من 100 ليرة وعلى المستوى المنخفض للتجاري والحرفي أصبحت 250 ليرة بدلاً من 100 ليرة. وبعيداً عن الاستجرار المنزلي والفواتير الملتهبة لا بد من التأكيد أن الارتفاع الذي طال الكهرباء الصناعية أو التجارية أو الزراعية كل هذه الارتفاعات وحده المستهلك سيدفع ثمنها، عندما ترتفع أسعار سلعة أو خدمة يدخل سعرها أو تكلفتها ضمن بند النفقات أو التكلفة وسيتم إضافتها للسعر النهائي للسلعة أو الخدمة وسيدفعها المستهلك وحده دون غيره.
هلال لالا