الوحدة :15-9-2023
محبة المكدوس تعبر عن الذوق الرفيع في الطعام، لما يحتويه من مواد غذائية مستحبة منها الباذنجان، الجوز، زيت الزيتون، دبس الفليفلة.
هو طبق الأسر السورية لعقود طويلة، وحضوره على موائدها خط أحمر لا يمكن المساس به.
أما اليوم لا (تابوهات) معيشية في ظل هذه الظروف الاقتصادية المؤلمة، حيث دخل المكدوس قائمة الأطعمة المحظورة عن أفواه كثيرة، ومن الناس من أبقى وجوده في شتائه بعد أن أبدل بعض مواد صنعه بمواد أخرى، فأصبح فستق العبيد بدلاً عن الجوز، وزيت دوار الشمس عوضاً عن زيت الزيتون، لينتج عن ذلك شبيه المكدوس، كما يسميه البعض.
تقول ربة منزل “للوحدة” هي نعمة الله إن كان الباذنجان يغطس في زيت جيد أم رديء، وإن كان في جوفه فستق عبيد أم جوز، المكدوس أمن غذائي للأسرة في أشهر الشتاء.
كما علمنا من سيدات كثر أن المشكلة اليوم لا تكمن فقط بغلاء الجوز وزيت الزيتون، لطالما تم الاستغناء عنهما منذ أعوام، فالمشكلة تكمن أيضاً في غلاء فستق العبيد وجميع أنواع الزيوت فلا موعد لنا مع المكدوس هذا العام .
وفي المقابل هناك آراء تقول: لا قبول لنا بمكدوس لايحمل نكهة وخير الماضي، عملاً بالمقولة الشعبية (يا شي يصلح أو تركو أصلح).
ومن خلال حصيلة هذه الآراء نستنتج مايلي: وضع معيشي مزري، سيغيب المكدوس عن الكثير من الموائد هذا العام.
كنان درويش