الوحدة :13-9-2023
لانأتي بجديد حين نشير إلى بعض المدراء في المؤسسات الحكومية، ممن يصرّون أن يُشعِروا الآخرين و(منهم الصحافة)، أنهم في برجٍ عالٍ، وأنّ الآخرين مجرد كائنات عادية، بل مجرد أرقام تدور في فلكهم، وهذه الجموع المنتظرة تحلم بلقاءٍ أو حتى بكلمة منهم..
مواقف عديدة تصادفنا بحكم طبيعة عملنا القائم على الاحتكاك والتواصل مع مؤسسات ومديريات المحافظة على اختلاف مجالات عملها – خدمات مشاريع، استثمار، تربية وتعليم وقضايا اجتماعية…. وغيرها من الهيئات التي يعول عليها المواطن الكثير لتسيير أموره وتلبية احتياجاته، فكيف سيكون الحال عندما توصدون أبوابكم وتجعلون مكاتبكم بمنأى عن الغاية والمهمة والمسؤولية المناطة بكم؟؟؟
وكيف يمكننا إيصال الرسالة المجتمعية لوجودكم؟ فأنتم (هنا) على هذه الكرسي مجرد أشخاص برتبة مسؤولين، لخدمة الناس ومصالحهم، ولخدمة سياسة الحكومة، بوزاراتها، ومؤسساتها، في إنجاح مهام عديدة، في الاقتصاد، والخدمات العامة، والثقافة، وشؤون المجتمع، وكلها تصبّ في خدمةِ المواطن، المواطن الذي هو البوصلة، والذي لولا وجوده لاترتقي أيُّ أرضٍ، أو تتسمّى ب (وطن).
حين نتصل بكم (كصحافة) للاطلاع على واقع عمل مؤسساتكم، أو متابعة بعض شؤون الناس المهملة عندكم، أي (المطنشين) عن تسويتها ومعالجتها كما يجب. فنحن، بذلك، نتحدّث بلسان حال الناس، بلسان المواطن الذي بتّم لاترونه موجوداً إلا في إضبارات وكراسات تقبع في أدراج المكاتب أو في زوايا المستودعات بعيداً عن الاهتمام والتوجيه لتلبية ما تحتويه من أمور قد تكون مصيرية في محتواها ومضمونها.. ويبقى القول مهماً بأن أعيدوا حساباتكم ورؤيتكم للأمور، واحترام وتقدير المواطن أولاً ومنبر الصحافة ثانياً، الذي هو سلطة متقدّمة، كباقي السلطات الدستورية و القانونية.
وحين يأتيكم اتصالٌ، أو طلبٌ لمقابلة صحفية ، فليس لتناول (فنجان قهوة) بمكاتبكم الفارهة، إنما لأمورٍ جدّية تخصّ مواطناً ووطناً، عليكم احترام قداسة بقائه شامخاً أبداً.
رنا رئيف عمران