الوحدة:7-9-2023
عمالة الأطفال ترتبط اليوم بالتسرب من التعليم في المدارس في ظل الوضع المعيشي السيئ الذي تعيشه معظم الأسر، فالتعليم أصبح اليوم مسألة ثانوية لكثرة المتطلبات المدرسية وعدم القدرة على تحمل الأعباء المادية الملقاة على عاتقهم، لذلك فإن عمل الأطفال يتفاقم يومٱ بعد يوم، وتتعدد مخاطره بشكل يعرض الطفل لشتى أنواع الانتهاك والتحرش واستغلاله مادياً وتشغيله لساعات طويلة وهدر طاقاته بينما هو في مرحلة نمو وإعداد وتربية، فمعظم التلاميذ يعملون في المتاجر والمطاعم أو الزراعة ولا يوجد بيانات رسمية عن أجورهم كعمال، ولكن تلك الأجور الزهيدة لا تغطي احتياجاتهم الأساسية، وهنا نتساءل: أين دور الشؤون الاجتماعية والعمل وأيضاً مديرية التربية للتصدي لهذه الظاهرة الخطيرة المتفشية؟ علماً أن التسرب من المدارس وعمل التلاميذ في ارتفاع مستمر، فقد تنوعت الأعمال التي يقوم بها المتسربون من المدارس بالرغم من صغر سنهم وقلة خبرتهم بين العمل في المعامل ومحلات تصليح السيارات وغسلها، بالإضافة لمن يعمل كبائع متجول وفي البقاليات وفي النبش بحاويات القمامة، مقابل أجور زهيدة، وهذا يعتبر نوعاً من أنواع الاستغلال الذي يمارسه أرباب العمل لحاجة الأطفال المادية التي تعتبر بمثابة جرس إنذار للجميع، أضف إلى ذلك نوعية العمل الذي قد يصنف من الأعمال الخطرة وأحياناً الجنائية منها كالمخدرات والتسول اللذان يعدان من أخطر أشكال عمل الأطفال، واليوم هناك حاجة ماسة لاتخاذ إجراءات عاجلة لضمان حقوق التلاميذ من التسرب من المدارس واضطرارهم للعمل بدل تلقيهم التعليم.
بثينة منى