الوحدة:6-9-2023
سلسلة من الإجراءات الضرورية الممارسة حالياً في شوارعنا ضربت الكثير من الثوابت التي كنّا في السابق نتغنّى بمحاربتها والحد من تواجدها، وأهمها مصادر التلوث البيئي ومسبّباتها كمعالجة عوادم السيارات والمحرّكات التي تعمل على الديزل، حيث تم تشريع قوانين مرورية تحاسب وتعاقب من لا يلتزم بوضع العوادم على السيارات، كذلك العمل على رفع المداخن الخاصة بالأفران وكافة الأدوات والمهن التي تعمل على وقود الديزل وسحبها إلى الأسطح المرتفعة بعيداً عن التجمعات البشرية، لكن ما نشهده الآن ضرب تلك الممارسات وقوانينها في الصميم من أجل تأمين الطاقة البديلة عن الكهرباء وذلك باستعمال المحركات الكبيرة وركنها على الشوارع المكتظّة عبر موافقات بلدية قانونية مخالفة بذلك كامل التشريعات الخاصة بالبيئة والتلوث البيئي، حيث ينتج عن تشغيلها انبعاث غازات وأدخنة سوداء تسبب الموت البطيء،
ومن دوار الزراعة المكتظ بالمارّة والمتسوقين (شارع خالد بن الوليد) أحد المناطق التي لحقها هذا الوضع، نشاهد هناك توضّع العديد منها على منصفات الشارع ضمن جو مفعم بالأصوات والأدخنة القاتلة، تشبه منطقة صناعية سكنت بمخلفاتها بين المنازل المحيطة وسكّانها، والأكثر من ذلك تم تشويه المنظر العام للشوارع، حيث تتداخل شبكات عنكبوتية من الأسلاك بأطوال مختلفة تتسلق الأعمدة وتقطع الطرق تلبية لطلبات (الأمبيرات) الخاصّة بالمحال التجارية والمنازل، ومن خلال هذه المناظر والأوضاع نستذكر منذ سنوات القيام بحملة شاملة كانت مهمتها القضاء على ظاهرة الأسلاك الكهربائية المعلّقة على الأعمدة والعمل على أن تكون أرضية ضمن أنابيب خاصّة أسوة بشوارع الدول المتحضّرة، وقد ترك هذا الإجراء ارتياحاً شعبياً لم يُكتب له النجاح إلّا بعدّة مناطق في المدينة لأسباب وذرائع عديدة ، فهل سيبقى هناك متسع من العمر كي نرى تلك الحبال العنكبوتية قد أُزيلت وعاد الصفاء إلى سماء هذه البلاد المتعبة؟!.
سليمان حسين