الوحدة:6-9-2023
تعد رياض الأطفال من حقوق الطفل الأساسية كونها تهيئ الطفل لمرحلة التعليم الأساسي وتسهل انتقاله بسلاسة من المنزل إلى المدرسة، وتكسر حاجز الخوف لديه عند ابتعاده عن أهله وتبني شخصيته، فهل لازال هذا الحق متوفراً لأطفالنا في ظل الارتفاع الجنوني للأسعار؟!
في تقريرنا هذا اعتمدنا في تغطيتنا على المناطق الشعبية والمتوسطة فقط كونها الشريحة الأكثر تأثراً بارتفاع الأسعار فكانت الأقساط متفاوتة أيضاً, حيث تبدأ من ( ١,٢٠٠,٠٠٠ – ٣,٥٠٠،٠٠٠) ليرة فقط.
* بيع الذهب من أجل تأمين أقساط الروضة
– السيدة (أ.ن) موظفة في إحدى الدوائر الحكومية ولديها طفلين بعمر (٤ – ٥ ) سنوات تقول: كوني موظفة وليس لدي أحد لأضع أطفالي عنده حتى عودتي من دوامي، قررت وضعهم في روضة قريبة من المنزل، وبعد بحث وجهد كبير استطعت إيجاد روضة بأقل قسط في منطقتنا ويبلغ (١,٧٠٠,٠٠٠) ليرة لكل طفل ومع أوتوكار، وكوني أسجل طفلين خصموا لي مبلغ ( ١٠٠،٠٠٠)ليرة على كل طفل ولكن حتى هذا المبلغ لا أملكه فقررت بيع قطعة ذهب موجودة لدي، ولا أملك غيرها كي أتمكن من تسجيلهم في الروضة، فقد فضلت مصلحة أطفالي على نفسي كي يتعلموا كيفية التواصل مع الآخرين وتحفيز نشاطهم الذهني والعقلي، وتهيئتهم لجو المدرسة بدلاً من اللعب الدائم على الجوال.
– السيدة (ن.و ) أم لطفل وموظفة في إحدى القطاعات الحكومية تقول: رحلة بحثي عن روضة لأسجل طفلي البالغ (٥) سنوات بدأت من قبل الزيادة الأخيرة على المحروقات والرواتب وشملت (٨) روضات في المنطقة التي أسكن فيها، وكان أقل سعر لقسط روضة هو (١,٧٥٠،٠٠٠) ليرة بدون مواصلات (أوتوكار) أما مع مواصلات (٢,٣٠٠,٠٠٠) ليرة في حين باقي الروضات تراوحت أقساطها بين (٢,٠٠٠,٠٠٠ – ٣,٥٠٠,٠٠٠) ليرة أما بعد الزيادة فقد تضاعفت الأسعار لمرتين والدفع يجب أن يكون بشكل نقدي أو على دفعتين فقط، وكوني من أصحاب الدخل المحدود ولا قدرة لنا سوى تأمين كفاف يومنا قررت إبقاء طفلي عند بيت جده وتعليمه في المنزل، لأنه يبدو أنه حتى التعليم أصبح إلى من استطاع إليه سبيلاً، وعند سؤالهم عن هذا الجنون في الأسعار يقولون أن الوزارة هي التي حددت السعر.
* ارتفاع أسعار المحروقات زادت من الأعباء
شكلت الزيادة الأخيرة على أسعار المحروقات نقطة تحول في أقساط الروضات خاصة وأن أكثر من نصف القسط يذهب للمواصلات التي تحتاج بدورها للمحروقات والتي حدد سعرها ب (٨٠٠٠) ليرة لليتر الواحد، ومن هنا كان ارتفاع الأقساط شر لا بد منه وذلك بحسب ما قالته السيدة (س. ع ) مديرة إحدى الروضات الخاصة والتي يبلغ القسط السنوي لديها (١,٢٠٠،٠٠٠) ليرة مع مواصلات أما بدون مواصلات (٥٠٠,٠٠٠) ليرة، مضيفة أن هناك مصاريف إضافية غير المحروقات تتحملها الروضة منها إذا كانت الروضة مستأجرة فالأجار لايقل بالحد الأدنى عن (٤٠٠،٠٠٠) ليرة، أيضاً هناك مازوت التدفئة ورواتب المعلمات عداك عن الضرائب المالية التي تتجاوز (٢٥٠,٠٠٠) ليرة وضرائب البلدية أيضاً، بالإضافة لأسعار الكتب التي يبلغ سعر النسخة الواحدة منها (٦٠,٠٠٠) ليرة هذا عدا عن أسعار مستلزمات الأنشطة التعليمية والترفيهية التي تحتاجها الروضة، وعن الإقبال على التسجيل بالروضة قالت: أنه لا يمكن تحديد الإقبال بالجيد من عدمه الآن كون التسجيل مازال مستمراً، وهناك أشخاص كثر يسألون عن السعر وعند علمهم به يعتذرون لعدم قدرتهم على دفعه وبالمقابل هناك أشخاص يدفعون كامل القسط دفعة واحدة.
* التربية تحدد القسط التعليمي فقط
رئيس دائرة التعليم الخاص في مديرية التربية الأستاذ رائد زهرة أفاد بأن أقساط المؤسسة التعليمية الخاصة ينقسم إلى قسط تعليمي وخدمات إضافية وأجور النقل وحرصاً من وزارة التربية على مراعاة المستوى المعيشي للمواطن وعلى استمرار تقديم هذه المؤسسات التعليمية الخاصة خدمات مميزة، وتحسين جودة العملية التعليمية تم إعادة تصنيف المؤسسات التعليمية الخاصة إلى أربع فئات وفق معايير محددة من الوزارة، وبإشراف لجان مختصة تم فيها مراعاة معايير متعددة، منها “جودة البناء والأثاث واللباس وشهادات الكوادر التعليمية والإدارية وجميع الخدمات التي تواكب تطور العملية التربوية والتعليمية”، وتم تحديد القسط التعليمي لكل فئة من هذه الفئات، وبالتالي أصبح لكل مؤسسة خاصة سعر قسط تعليمي محدد من قبل وزارة التربية حسب درجة التصنيف والفئة تلتزم به هذه المؤسسة ابتداءً من الفئة الرابعة حتى الأولى، والأقساط هي على النحو التالي: بالنسبة لرياض الأطفال بحدها الأدنى والأعلى:
الفئة الأولى من ( ١٥٠,٠٠٠ – ٣٥٠,٠٠٠) ليرة، الفئة الثانية ( ١٠٠,٠٠٠ – ٢٥٠,٠٠٠) ليرة،
الفئة الثالثة ( ٧٥٠٠٠ – ٢٠٠,٠٠٠) ليرة، الفئة الرابعة (٥٠,٠٠٠ – ١٥٠,٠٠٠) ليرة.
أما بخصوص الخدمات الإضافية وأجور النقل فقد حدد البلاغ الوزاري رقم ١٩٥٥/٥٤٣ تاريخ ٢٥/ ٦/ ٢٠٢٣ ضرورة التقيد بالمادة /٣٨/ من المرسوم ٥٥ لعام ٢٠٠٤ والمتضمنة إعلام المؤسسة المديرية وأولياء الأمور بأجور الخدمات والميزات الإضافية وأجور النقل قبل بدء التسجيل، مع الالتزام بعدم زيادتها خلال العام الدراسي والنقل إلا في حال صدرت قرارات بزيادة أسعار المحروقات وإعلانها بشكل بارز في لوحة إعلانات المؤسسة الخاصة، بحيث تتيح للمواطن حرية الاختيار بين هذه المؤسسات، وذلك بما يتناسب مع دخله، أما سبب ارتفاع الأسعار هو غلاء المعيشه وزيادة الرواتب والأجور وإعادة تأهيل أساس المؤسسة لضمان استمرارها في تقديم خدمات تربوية وتعليمية مميزة، حيث أن دخل هذه المؤسسات هو فقط من هذه الأقساط، لذلك يتم زيادتها كل عام وتتم متابعة التزام هذه المؤسسات بالأقساط عن طريق تقرير المدير المندوب من قبل التربية والموجه التربوي والاختصاصي المشرف عليها، كما يوجد حوالي عشر روضات تابعة لمديرية التربية وقسطها لايتجاوز ٥٠ ألف ل.س، ويوجد إقبال كبير عليها، بالإضافة للشعب التي يتم افتتاحها في المدارس الرسمية.
هنادي عيسى