السفير شولغين: الأمريكيون يحاولون دائماً تحويل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى أداة لأجنداتهم السياسية
الوحدة: 5- 9- 2023
دمشق-سانا
أكد المندوب الدائم للاتحاد الروسي في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي السفير ألكسندر شولغين أن روسيا وسورية تعملان معاً في المنظمات الدولية وليس فقط منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وذلك بهدف مكافحة ومواجهة الاعتداءات عليهما.
وقال شولغين خلال مؤتمر صحفي في مبنى وزارة الخارجية والمغتربين بدمشق: إن العلاقات بين روسيا وسورية على مستوى جيد، والمحادثات والاجتماعات مناسبة وجيدة لمقارنة الأفكار وتبادل الآراء ووجهات النظر حول كيفية مواجهة التحديات في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
وأشار شولغين إلى أن هذه المنظمة الدولية تتحول بشكل متزايد لأداة ضغط بيد الغرب على الآخرين، محذراً من مساع غربية لاستخدام ما يسمى (بآلية الاتهام) المعتمدة في المنظمة ضد روسيا حيث تقوم الدول الغربية ضمن المنظمة بإلقاء اللوم والاتهامات والمزاعم على روسيا بأنها تعد لهجوم كيميائي في اوكرانيا وطبعاً الحقيقة هي عكس ذلك تماماً.
وقال شولغين: إن الأمريكيين يحاولون دائما تحويل المنظمة إلى أداة لأجنداتهم السياسية، فهم معروفون أنهم يستخدمون حلفاءهم لتحقيق أهدافهم الأنانية، مضيفاً: إن الولايات المتحدة وحلفاءها عملوا على اختراق البعثات.
وتابع:” هذه المحاولات التي لا تنتهي من قبل الأمريكيين وحلفائهم كما في التقرير الذي قدمته بعثة تقصي الحقائق مؤخرا في حادثة دوما المزعومة في نيسان عام 2018 حيث شنوا هجوماً عسكرياً صاروخياً على سورية عندما كانت بعثة حظر الأسلحة الكيميائية في طريقها الى دوما، وهم دائماً يحاولون العبث بالتقارير لكي تكون موائمة لما يريدون وهو إلقاء اللوم على سورية والسلطات السورية حيث أرسلوا ثلاثة أشخاص مجهولي الهوية من واشنطن إلى فرق تقصي الحقائق لحضور الاجتماعات وفرض رواية معينة عما حدث في دوما وكان هذا انتهاكاً جسيماً لمعاهدة حظر الأسلحة الكيميائية مشيراً إلى ضرورة أن يكون دور المنظمة مستقلاً وغير متحيز لمراقبة منع انتشار الأسلحة الكيميائية.
وفي رد على سؤال مراسلة سانا حول الوثيقة الختامية لمؤتمر الاعتراض الخامس لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، قال شولغين: “إن هدف هذا المؤتمر الوصول إلى نسخة نهائية وكان هناك الكثير من التحديات التي واجهتها المنظمة، وأن تكون بعثات التفتيش على مستوى عال لضمان عدم الانتهاكات لاتفاقيات حظر الأسلحة الكيميائية، والتحدي المهم الآخر هو محاربة الإرهاب الكيميائي، لأن لدينا أسباباً تدعو إلى الاعتقاد بأن هناك إرهابيين من (داعش) لديهم إمكانية الوصول إلى التقنيات المستخدمة في إنتاج الأسلحة الكيميائية”.
وتابع شولغين: إنه بالتشارك مع السوريين أصررنا على ضرورة رفع كل القيود المفروضة لكي تتعاون كل الدول بشكل ناجح بخصوص المادة (11) من اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية التي تتعلق بتبادل التقنيات الكيميائية فيما يتعلق بالمواد غير المحظورة وفق الاتفاقية، وكنا قادرين على طرح هذه الأجندة الإيجابية ولكن الامريكيين وحلفاءهم كانوا يدفعون باتجاه معاكس وهدفهم تشريع هذه الوظائف الإسنادية للمنظمة.
وبين شولغين أن سورية وروسيا سبق وأدانتا منح الأمانة الفنية مسؤولية الإسناد لتحديد المسؤولين عن استخدام الأسلحة الكيميائية، وهذا يعد قراراً غير شرعي وانتهاكاً لاتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية وصلاحيات مجلس الأمن الدولي، موضحاً أن بعثة تقصي الحقائق واصلت القيام بنهج معاد ضد سورية ووضع العراقيل أمام مساعيها وجهودها لتقديم الحقائق رغم الانفتاح غير المسبوق الذي أبدته الحكومة السورية أمام بعثات المنظمة والإجراءات المتخذة لتسهيل عملها.
وأوضح شولغين أنه لم يتم تبني الوثيقة والوصول إلى تفاهم مشترك بشأنها وكان هذا مخيباً للآمال، لأن المنظمة كان يجب أن تقدم هذه الوثيقة النهائية ولكن يمكننا العمل بدون هذه الوثيقة ولدينا الفكرة والصورة لما نقوم به وما نلتزم به ولكن من المهم جداً أنه من المستحيل أن يدخل في هذه الوثيقة ما هو غير مقبول بشكل مطلق بالنسبة لبلداننا.
وفي رده على سؤال عن سبب عدم إغلاق ملف الأسلحة الكيميائية في سورية، أكد شولغين انفتاح سورية والتزامها باتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية واستعدادها لفعل كل ما يتطلبه إغلاق هذا الملف، لكن فريق بعثة تقييم الإعلان المسؤولة عن سورية لا ينوي وضع نهاية لهذا الملف، حيث تم أمرهم من البلدان الغربية وإعطاؤهم التعليمات والتوجيهات أن يضع ضغطاً لا متناهياً للحصول على غايتهم السياسية والجيوسياسية المتعلقة بسورية.
وختم شولغين: “كانوا يائسين جداً أن يحصلوا على نصر عسكري على سورية وشعبها وجيشها ولكن جيشها كان قوياً في طرد هذا العدوان والإرهاب الذي قامت به المجموعات الإرهابية المسلحة، وهم ما زالوا يحاولون الحصول على نتيجة توافق أجندتهم بخصوص الامتيازات السياسية، وخاصة هذا النوع من الضغط الذي يضعونه على سورية ضمن إطار أعمال منظمة الأسلحة الكيميائية”.