بين الغلاء ومبرراته غابت التسعيرة عن المعروضات

الوحدة : 3-9-2023

بات معظم الباعة لا يضعون التسعيرة على معروضاتهم لأن هذه العملية باتت مرهقة حيث سيضطرون إلى تغييرها بشكل يومي إن لم يكن في اليوم الواحد لعدة مرات ، وقد صرّحوا بذلك أكثر من مرة، أما كيفية التهرب من عناصر حماية المستهلك؟ فتتم بإغلاق محالهم في الفترة الصباحية والعمل خارج أوقات الدوام الرسمي وحتى ساعة متأخرة من الليل.

وهكذا قد تجد أكثر من سعرين للسلعة الواحدة، وذلك حسب عدد المحال التي يدخلها الشاري ولا شك أن جميع الأسعار مرتفعة.

يقول أحدهم: بالأمس دخلت إلى ” مولين” ليس بهما تسعيرة وعندما سألت العامل كيف أعرف السعر قال: اسأل المحاسبة! والسبب حسب قوله أن الأسعار ترتفع بين ساعة وساعة.

على سبيل المثال اللبن والبيض يشهدان ارتفاعاً بشكل لحظي ناهيك عن تفاوت  الأسعار بين محل وآخر هناك من يبيع عبوة اللبن  ب9000ليرة وآخر ب8000 ليرة وثالث 7000 آلاف ليرةوهكذا، أما سعر البيضة فقد وصل إلى  2000 ليرة.

يذكر أن البيض كان طعام الفقير ، بينما وصل سعر كيلو لحم الغنم إلى  150000الف ليرة سورية، بالمقابل تجد مبررات رفع الأسعار مقنعة.

فقد اشتكى أصحاب القروض الزراعية “المباقر”   وأكدوا أنهم في ورطة كبيرة في ظل غلاء مواد البناء واليد العاملة ومنذ مدة ليست قليلة عمل المربون على إنشاء مباقر بتمويل من المصارف الزراعية حيث تم تمويلهم آنذاك بنسبة 50 % من تكلفة البناء ، ليفاجأ المقترض بالارتفاع الجنوني لسعر الصرف الذي انهكه مادياً بسبب ارتفاع مواد البناء، حيث أن المبلغ الذي اقترضه من المصرف لا يجدي نفعاً إلا بشكل نسبي أقل من 25 %، ليتفاجأ مرة أُخرى بعد أن أنهى بناء المنشأة أنه سيتم تمويله 52000 ألف ليرة سورية للرأس الواحد وسعر الرأس اليوم يتراوح ما بين 20 إلى 35 مليون ليرة سورية للأبقار الحلوب، وفي مزارع الدولة يفوق سعره 40 مليون ليرة سورية، وبقانون المصارف يلزم المربي بشراء 60% من عدد الأبقار الحلوب مثلاً 60 رأساً يجب أن يشتري المربي 35 رأساً يصرف له من المصرف 188 مليون ليرة وسعرهم الحقيقي يفوق ال  700 مليون ليرة، وإلا فلن يصرف له قرض الأبقار، ليقف المربي بحيرة من أمره بين مطرقة القرارات وسندان الغلاء، متورطاً في مشكلة لم تكن بالحسبان، علماً أنه وصل سعر كيلو الشعير إلى 4000 ليرة سورية.

 

هلال لالا

تصفح المزيد..
آخر الأخبار