رغم كل الإجراءات… معاناة انقطاع المياه متواصلة في ريف طرطوس

الوحدة :28-8-2023

رغم الشكاوى العديدة التي أطلقها أهالي ريف طرطوس، ورغم تدخل المنظمات الدولية في بعض المناطق بتأمين بعض المولدات والمضخات وتخصيص خطوط الضخ المعفية من التقنين ومد خطوط الجر، لاتزال أزمة المياه متواصلة في العديد من القرى على امتداد محافظة طرطوس من الدريكيش إلى صافيتا والقدموس.

ففي عين بالوج وعين دليمة والمحيلبة بالدريكيش وغيرها من القرى يعاني المواطنون منذ زمن طويل من شح المياه وخصوصا بعد ارتفاع أسعار صهاريج المياه التي لم يعد لدى الأهالي قدرة على دفعها، حيث تجاوزت تكلفة الصهريج الواحد 100 ألف ل.س، والمياه تأتي كل 13 يوماً أو 15 يوماً، وفي أغلب الأحيان تكون ضعيفة لاتصل إلى جميع المنازل، وفي جرد القدموس وصل انقطاع المياه لأكثر من شهر بدون ضخ وفي بعض القرى لشهرين، مع قلة عدد ساعات الضخ خلال فصل الصيف، فيما ارتفع سعر صهريج المياه سعة 32 برميلاً لأكثر من 200 ألف ليرة.

الأهالي الذين يعانون منذ سنوات عديدة تساءلوا عن غياب الحلول الحكومية الجذرية لإنهاء معاناتهم من عدم وصول مياه الشرب لقراهم، مناشدين كل الجهات المعنية لحل أزمتهم التي زاد من ثقلها غياب الكهرباء شبه الكلي وقلة الموارد المالية لتغطية عجز المياه في منازلهم.

أما المدير العام لمؤسسة مياه طرطوس تكليفاً المهندس أحمد حسامو فأشار إلى أن المؤسسة تعمل بطاقتها القصوى لحل أي عطل أو اختناق، لافتاً إلى أن التقنين الكهربائي الطويل الذي يبلغ ٢٠ ساعة يومياً بات معضلة لمشاريع المياه التي تم تنفيذها قبل الأزمة لتعمل على مدار الساعة، ما جعل مجموعات التوليد التي تعتبر احتياطية في المشاريع تعمل لمدة تتجاوز ٢٠ ساعة يومياً في بعض المشاريع كالشماميس والقدموس – المحطة الخامسة، ناهيك عن كلفة صيانة مجموعات التوليد العالية، والارتفاع الكبير في أسعار الزيوت وقطع التبديل الضرورية لعمل المجموعات والنقص الكبير في الأيدي العاملةالذي تسبب في زيادة الضغط على الفنيين والعاملين في المؤسسة، مشيراً إلى أنه تم خلال عامي ٢٠٢٢ و ٢٠٢٣ ربط ١٧ محطة ضخ بخطوط معفاة من التقنين، إضافة لست محطات عبر قواطع غازية، وحالياً تقوم المؤسسة بربط محطات خط جر القمصية الثلاث /مرقية القديم والجديد / بخط معفى من التقنين سيكون من شأنه تحسين الضخ في ناحية القمصية وأربعين قرية في منطقة الشيخ بدر، كما قامت المؤسسة بوضع بئري بيت الخرنوبي غزارة ٥٠ م٣/ساعة الداعم للقطاع الغربي من صافيتا وبئر الطليعي غزارة ٧٢ م٣/ساعة لدعم قريتي الطليعي وتلة الخضر الذي تم حفره بالتشاركية بين المؤسسة والسيد عمران شعبان، ويتم التحضير حالياً لاستثمار بئر في جديتي بغزارة ٣٠٠م٣/ساعة لدعم منظومة المياه في المدينة، وتجريب بئر في ضهر بشير تم حفره بالتشاركية بين المؤسسة وجمعية السبيل لدعم قرى /ضهر بشير – الهرمل – المعيصرات والتوانين/، كما يتم تنفيذ المرحلة الأولى من خط رديف لدعم قرى القطاع الشمالي الغربي من القدموس /الدي – النواطيف – باب النور – حدادة – رام ترزة – شمسين /بقيمة ٧٩٥ مليون ل.س، وتركيب  مجموعات ضخ أفقية في مشاريع /تفريعة جديتي -البغلة محطة ١-جورة الحصان محطة ١و٢- بعمرة /بقيمة تقارب ١.٢ مليار ل.س، وإبرام مشروع عقد بقيمة ١.١ مليار

ل. س لتوريد مجموعات ضخ غاطسة لاستثمار آبار محفورة وجاهزة للاستثمار /المحاني -جديتي – حصين البحر /وهو قيد التصديق في وزارة الموارد المائية، فيما سيتم خلال الأيام القادمة وضع بئر جديد بغزارة ٣٠٠م٣/ساعة لدعم مدينة طرطوس وتحسين الواقع المائي فيها.

يأتي هذا بوقت بيّن فيه المهندس محمد محرز مدير الموارد المائية في طرطوس أن مجموع الهطولات المطرية بالمحافظة كان أقل من الموسم السابق، ولكن الأمور بالإجمال تحت السيطرة والمديرية تعمل وفق خطة ترشيدية للحفاظ على الثروة المائية قدر الإمكان، وأضاف م.محرز أن العمل جارٍ لتنفيذ وإكمال المشاريع المتعاقد عليها مع عدة جهات، مثل سدة بمنة وعين الدليمة، وخزان الطواحين ورام ترزة المخصص لأغراض الري وسقاية المواشي بحجم /21/ ألف م٣، والذي سيستثمر من قبل المجتمع المحلي عبر إنشاء جمعية مستخدمي المياه مع اعتماد طرق الري الحديث، وخزان الدي الذي تموله منظمة الغذاء العالمي من أجل تحسين الواقع المائي في تلك المنطقة.

بدوره الدكتور حسين حسين معاون مدير الموارد المائية أشار إلى أن نسبة امتلاء سد الباسل وصلت حالياً ل٣٦% (تخزين السد الأعظمي ١٠٣.١٦ مليون م٣ وكان ممتلئاً بنسبة ٦٥% تقريباً نهاية موسم الأمطار، وخليفة ٥٥% (تخزينه الأعظمي ٣مليون م٣ وكان ممتلئاً كلياً) والصوراني ل ٩٥%( تخزينه الأعظمي ٤.٥مليون م٣) وسد الدريكيش ٨٠%(تخزينه الأعظمي ٦ مليون م٣)، علماً أن سدّي الصوراني والدريكيش مخصصان لمياه الشرب لكنهما غير مستثمرين بعد بسبب عدم استكمال تنفيذ محطات المعالجة على الأحواض المغذية لسدي الدريكيش والصوراني، هناك سدتان مائيتان بالاستثمار هما سدتا البيرة والسميحيقة، فيما تقرر بدء تقنين مياه سد الباسل قريباً، علماً أنه شارفت المدارس على البدء ولم يذهب العديد من أهالي القرى لقضاء الصيف في قراهم جراء الظروف الحالية الضاغطة وأهمها غياب المياه والذي لا يطاق صيفاً، فهل ستشهد محافظة طرطوس يوماً ما عودة الكهرباء وإنجاز محطات المعالجة اللازمة وتأمين مياه الشرب للمواطنين بشكل لائق على امتدادها ؟!

 

رنا الحمدان

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار