الوحدة : 27-8-2023
يعاني سكان اللاذقية مدينة وريفاً الكثير من الهموم نتيجة الوضع الاقتصادي الحالي الذي شمل الجميع دون استثناء، لكن وطأته كانت أشد على ابن الريف من حيث التنقلات والمواصلات وازدياد الأجور أضعافاً مضاعفة عما تم تسعيره من قبل المعنيين في هذا المجال.
وفي هذا الصدد وصلتنا الكثير من الشكاوى من لحظة إقرار زيادة الرواتب من أهالي ريف القرداحة الذين يطالبون بوجود رقابة مشددة على المواصلات من وإلى هذه القرى التي يتحكم أصحابها بالعباد دون أي رأفة بأوضاعهم، وخاصة أن الكثير منهم غير موظف، ويقول أحدهم ما ذنبي لأدفع أجرة طريق من جانب مؤسسة المياه إلى المشفى ١٥٠٠ ليرة في السرفيس و ٣٠٠٠ ليرة بالتكسي التي امتلأت مقاعدها بالركاب، علماً أن المسافة على أكبر حد أقل من ٣ كم، هذا غير الزيادات التي طرأت على خط قريتنا إلى مدينة القرداحة وكذلك ضاعفها السائق حسب مزاجه وهواه حيث لا أحد يردعه ولا قانون يحاسبه، مؤكداً أن كل راتبه لايكفيه أجرة مواصلات ليصل لدوامه، متسائلاً: هل هو يعمل فقط ليدفع مايتقاضاه أجر مواصلات؟
فيما أشار آخر راجياً عدم ذكر اسمه حتى لايصبح منبوذاً من السائقين ومقطوعاً في الطرقات بأن لا حسيب ولا رقيب على خطوط مواصلات ريف القرداحة وبأن قريته لاتبعد عن المدينة ٦ كم فقط وقد تم تسعير أجرة الراكب فيها ٥٠٠ ليرة سورية، ولكن سائق السرفيس لا يقبل أقل من ١٥٠٠ ليرة سورية متشبثاً برأيه إما أن يأخذ الأجر الذي يريده أو لا يأخذنا معه أو يوقف سرفيسه بحجة الصيانة أو يأتي ويذهب دون ركاب من أجل جهاز التتبع، ولو جربت فقط أن أشتكي لأصبحت من ألد أعدائه رغم أننا أبناء قرية واحدة والبعض من السائقين من الأقارب.
وتقول سيدة إنها محتارة في أمرها كيف ستدبر أمور ولديها في الجامعة إذا مابقيت الأمور على هذه الحالة، كيف لها أن تستطيع تأمين مبلغ ٩ آلاف ليرة ذهاباً وإياباً لكل منهما ليصلا إلى الجامعة فقط أجرة مواصلات دون أن يأكلا أو يشربا أو يدفعا ثمن محاضراتهما…ماذا تفعل حتى لايضيع تعبها وتعبهما فالكبير فيهما سنة رابعة هندسة، بينما أخته سنة ثانية اقتصاد، متسائلة: من يجيبني على أسئلتي ويفيدني والأرض التي نعمل بها لنربي أولادنا باتت لاتنتج شيئاً وإن أنتجت فهي لاتنتج ربع أجر مواصلات الأولاد؟ وأضافت: هل من المعقول أن يقف كل المعنيين مع سائق سرفيس بحجة غلاء الإصلاح وعدم وجود قطع للصيانة أو عدم وجود المحروقات ويغضون الطرف عن تجاوزاته والأجور التي يضعها على كيفه وخاطره متناسين الآلاف من الناس التي لاتعرف كيف تدبر أمور يومها بكل أوجاعه؟
وعندما حاولنا بدورنا لقاء بعض السائقين الذين يعملون على خطوط الريف كانت الإجابة واحدة بأنه ليس ذنبهم أن امتهنوا هذه المهنة الشاقة وأن معاناتهم تفوق معاناة المواطن من حيث احتياجهم للإصلاحات الدائمة بسبب عملهم على خطوط جبلية وعرة، واستبدال الزيت وسعر الإطارات الذي فاق كل خيال، حيث أجور الإصلاح والصيانة حسب مزاج كل ميكانيكي، متمنين الرقابة على المناطق الصناعية ووضع تسعيرة مراقبة ومناسبة لكل نوع من الإصلاحات.
ونحن بدورنا نقف إلى جانب المواطن الذي لايكفيه راتبه سوى أجرة مواصلات لشخص واحد فقط من أية قرية من قرانا إلى مركز مدينة اللاذقية، ناهيك عن أي احتياج آخر من مأكل ومشرب ودواء و……
سناء ديب