الوحدة : 27-8-2023
لم تكن “البوظة” يوماً من عناوين الرفاهية، ولم ترتق في كل مراحلها لتصل إلى خانة”غير الممكن”، ولكن لهيب الأسعار طالها، و لا سبيل للمواطن”محدود الدخل” إلى إطفائه…هجرت صديقة الصيف “خلانها” رغماً عنهم، فهي الأخرى باتت تحرق الجيوب، بعدما كانت”ضيافة البسطاء”،و خاصة في اللاذقية، ليفقد المواطن متعة حلاوتها و برودتها، بإجماع من التقيناهم، فقد أكدوا أن الارتفاع الكبير في أسعار البوظة غير مقبول، وفاضلوا بين شراء كيلو”بوظة” وشراء ربُّ الأسرة لبعض المواد التموينية الأساسية بنفس السعر، و منهم من قال: نصف كغ من لحم الغنم يعادل كغ من البوظة، وسنفضل الصنف الأول حتماً إن توفر لنا سعره..
للحديث عن أسباب هذا الارتفاع المجنون بأسعار هذه المادة التقينا معاون رئيس جمعية البوظة باللاذقية السيد هيثم جعارة الذي أرجع ارتفاع سعر البوظة إلى ارتفاع أسعار المواد الأولية الداخلة في صناعتها، وبالتالي غلاء سعر المنتج، واستعرض جعارة أبرز التكاليف وقال: ارتفع سعر مادة المازوت بشكل كبير و هي مادة ضرورية للمولدات لتشغيل البرادات والمحركات الضخمة، كما ارتفع سعر مختلف المواد الأولية الداخلة في صناعة البوظة كسعر شوال السكر، وشوال الكاكاو، ناهيك عن ارتفاع أسعار الفواكه الطبيعية، والحليب، إضافة للعلب البلاستيكية والنايلون وأجور النقل واليد العاملة.
وأبدى جعارة أسفه لما آلت إليه هذه “الصنعة”، مشيراً إلى عراقة صناعة البوظة في اللاذقية، ومؤكداً على ضرورة دعمها لتحافظ على السوية التي وصلت إليها، و قطع الطريق على بعض الدخلاء على هذه الصناعة، خاصة من يلجؤون إلى استخدام مادة (الاسبرتام) كبديل للسكر و التي تعتبر مادة خطيرة على الصحة.
ياسمين شعبان