الوحدة 26-8-2023
تطالعنا الأسعار يومياً بمستجدات مؤلمة تحيل ما تبقى في جيوبنا إلى رماد، و تعطل قدرتنا على تأمين أدنى متطلبات المعيشة، وكأنها دخلت في سباق محموم مع جميع “خطط” وقرارات المعنيين بما يخص تحسين الواقع المعيشي أو رفع الأجور، ليصبح المواطن السوري عاجزاً عن تأمين أي مطلب ضروري لأفراد أسرته، بدءاً من الطعام إلى الدواء ووقود التدفئة و الأدوات المدرسية و أجور المواصلات أو اللباس، فلا يجد أمامه درباً إلا محاولة التعود رويداً رويداً على غياب هذه الأساسيات، لتبقى مجرد ذكرى موثقة على لائحة المنسيات، ولكن لما كان مشروب القهوة الصباحي من أهم العادات والتقاليد الشعبية الموروثة التي تميزت بها جميع الأسر السورية دون استثناء،كنا نمني النفس بأن يبقى على لائحة الاحتياجات الممكنة التي اعتدنا على وجودها وبشكل يومي في منازلنا، وكانت سبيلاً لإكرام الضيف في زمن القلة، ولكن مع صدور قرار الزيادة الأخير على أجور العاملين بنسبة ١٠٠ %، دخلت القهوة على خط استغلال هذه الزيادة، وحجز حصتها منها، فتراوح سعر كيلو البن بين ١٣٥٠٠٠ ل.س و ١٥٠٠٠٠ ل.س، أي مايعادل الراتب قبل الزيادة وأكثر، وما يعادل نصفه بعد الزيادة وأكثر، وبناء عليه، نودع صديق صباحتنا، ونقول بغصة: فنجان القهوة إلى لائحة المنسيات يا أصحاب الدخل المحدود!!.
جراح عدره