الوحدة: ٢٥-٨-٢٠٢٣
في رحاب ذكرى وفاة الشاعر الكبير بدوي الجبل، أقامت الجمعية العلمية التاريخية محاضرة بعنوان (نفحات من شعر بدوي الجبل) ألقاها عضو الجمعية الأديب والشاعر العميد المتقاعد محمد صالح إبراهيم الذي أشار بداية أن محاضرته محاولة لسبر عالم بدوي الجبل الشعري الرحب والإحاطة بجمال وسحر بيانه العذب، ثم عرّف بالشاعر أنه محمد سليمان الأحمد، ولد سنة ١٩٠٥ في قرية (دیفه) محافظة اللاذقية، ونشأ وترعرع في قرية (السلاطة) منطقة القرداحة، والده العلاّمة الكبير الشيخ سليمان الأحمد عضو المجمع العلمي العربي بدمشق، وأحد أعلام بلاد الشام في عصره فقهاً وعلماً وأدباً.
وحول أغراض الشعر عند بدوي الجبل بيّن المحاضر أن بدوي الجبل تطرق إلى كل أغراض الشعر العربي تقريباً من مديح ورثاء وغزل وهجاء ووصفٍ وحكمة وفلسفة ووجدان وحنين إلى غير ذلك.. و كذلك ضمّن الشعر القومي والوطني جُل قصائده، وأفسح مجالاً رحباً للحب والحرية والطفولة، وهاجم الطغيان بكل قوة وصلابة، وقسّم الحقد بين مقدس وبغيض فالحقد على الأعداء مقدس، وبغيض على الأصدقاء.
كما تحدث المحاضر عن میزات وخصائص شعر بدوي الجبل فهو شاعر ضخم وفارس من فرسان الشعر العربي لا يُجارى، جامح الخيال أفق خیاله لا تطوف به الرؤى – على حد تعبيره — أنيق الألفاظ، جزل العبارة، متين اللغة والأسلوب، دقيق المعاني، جياش العاطفة، رائع الديباجة، يكتب قصائده في قوالب الروعة والحسن والجمال اللفظي والموسيقي عميق الفكرة، جميل الخيال والصورة، بعيداً عن التعقيد اللفظي المصطنع، وقصيدته سمفونية موسيقية بديعة وكأنها عفو الخاطر بلا تكلف ولا جهد.
وبدوره أثنى رئيس مجلس إدارة الجمعية العلمية التاريخية الأستاذ عز الدين علي على المحاضرة التي أضاءت على شخصية فذة.
يُذكر أن تقديم المحاضر و إدارة محاور المحاضرة والحوار الذي تلاها جرى بالتعاون بين الزميل الصحفي خالد حاج عثمان والموجهة التربوية امتثال أحمد بحضور عدد من أعضاء الجمعية وأصدقائها.
ازدهار علي