الوحدة :23-8-2023
تخوف ينتاب الأهل من تأثر أولادهم وتقليدهم للآخرين بتصرفات قد تكون بعيدة عن المجتمع الذي يعيشون فيه، وعن التقاليد التي تربوا عليها، وهذا ما قادنا لنسأل هؤلاء الأبناء وهم جيل المستقبل عن قدوتهم في الحياة، وعن حاجتهم إلى هذه القدوة لنجد لديهم من خلال هذا التحقيق وعياً كافياً لما يرونه ويسمعونه، وقدرة على التمييز بين الصالح والطالح، على الرغم مما يحيط بهم من مغريات وشخصيات تتفاوت في ثقافتها وبيئتها، وليجمعوا على أن القدوة ليس شخصاً واحداً بل لكل مجال قدوته.
تقول إحدى الطالبات في كلية الإعلام: في كل مجال هناك شخص ما قد يكون قدوة لي أي أنه ليس شخصاً معيناً أتبعه في كل تصرفاته فقد يعجبني أداء أحدهم في موضوع ما فأسير على خطاه، وتابعت أنه ليس من الضروري وجود قدوة في حياة كل شخص، لاسيما إذا كانت شخصيته قوية ولديه قدرات يعرفها حق المعرفة فهو في حينها بحاجة إلى تشجيع فقط.
وعند سؤالها عن اتخاذ الفتيات بعض النجمات قدوة لهن، ولو في مكياجهن أو تسريحتهن أجابت بالنسبة إلي لا أتخذهن كقدوة أو أقلدهن في هذا المجال.
أما زميلتها في الكلية ذاتها قالت: قدوتي في الحياة والدتي التي أكملت تعليمها وأنا أحب إصرارها على متابعة ما بدأته كما أنني كثيراً ما أتصرف بأسلوب يشبهها وبشكل عام القدوة يجب أن يتصف بالانضباط والالتزام فيما يقوم به.
وهنا تدخلت إحدى الطالبات ولكنها كانت أكثر تحديداً حيث قالت يوجد أكثر من شخص في حياتي أعده قدوة لي فاتبع مايناسبني منه ويتفق مع شخصيتي ولا أقتدي به بطريقة عمياء، فأنا أعتز بشخصيتي المستقلة. ونصيحتي للشباب ألا يقلدوا غيرهم تقليداً أعمى بل يحسنون اختيار قدوتهم بتمعن ولايغريهم المظهر الجذاب واللامع وأقصد بذلك من يتخذ من الفنانين وأشكالهم قدوة، وذلك للحفاظ على هويتنا.
ويبقى السؤال الأهم هو الابتعاد عن التقليد الأعمى، القدوة مطلوبة منذ الطفولة، ومنذ بداية بناء الشخصية والبداية تكون من الأسرة من الأب والأم ومن ثم المجتمع والمدرسة والجامعة فتربية الطفل الذي أصبح شاباً وتنشئته تتأثر بجميع العوامل التي تحيط به ،سلبية كانت أم إيجابية فشخصية الإنسان عبارة عن تراكمات أحداث ومواقف، ويجب أن ننوه هنا إلي أن زماننا يختلف كثيراً عن زمان أبنائنا يجب أن نوجههم لإعطائهم حماية لهم من سلبيات محيطهم ،فغياب دور الأسرة إضافة إلى غياب الحوار بين الأهل والأبناء يؤديان إلى ضعف التواصل بينهم والتأثر بشخص ما لا يعني بالضرورة تقليداً أعمى لما يفعل وما يقول ولا مانع من التأثر به إيجابياً بعيداً عن السلبيات.
لمي معروف