العدد:9279
االاثنين 28 – 1 – 2019
جالت دورية الرقابة التموينية على المحال في حيّ شعبي بمدينة طرطوس نهاية الأسبوع المنصرم، نجح معظم أصحاب المحال في التملص من عقوبات بيع المواد المهربة المعروضة على طاولاتهم والرفوف، إلا عجوز رفض أن يجامل أو يرجو أو يرشو بمبلغ زهيد مقابل عقوبة وصلت إلى 25 ألف ليرة سورية، وحين طلب المراقب هويته قدّمها بروح رياضية وبإباء..
قال البائع العجوز: إنّ البضاعة التي يبيعها مهربة «طبعاً»، وفي كل قطعة منها ربح جيد، عكس البضاعة السورية التي لا تتجاوز أرباحها بضع ليرات، وإن المطلوب اليوم في السوق هي تلك المهرّبة، ولولاها لا يبيع شيئاً، وأضاف بحزن: الدورية وعدته ألا تعود إليه مرة أخرى حتى انقضاء السنة..
في المحل المجاور، كان البائع ذكياً، استطاع تقديم الرشوة ببساطة، ألف ليرة لكل واحد منهما ويا دار ما دخلك شرّ..
أما البائعة التي لا تضحك للرغيف الساخن حتى لو ماتت من الجوع، فقد أظهرت غضبها، ولم تعطهم ولو ابتسامة، وحين طلبت الدورية الهوية الشخصية قالت إنها لا تحملها وإنها فلانة ابنة فلان، هنا انسحبت الدورية بلطف، بعد الاعتذار، فلان لا يجب أن يزعل!
سؤال يطرح نفسه أمام واقع محلات البقالة وما تحتويه من مواد: كيف تصل البضائع المهربة إلى المحلات وعبر أية سبل تصلنا المنتجات التركية التي يجب أن نقاطعها كشعب أكل من العثمانيين، وما يزال (خوازيق) تاريخية تتدلى من كتب تاريخنا وجديدة تتكشف يوماً بعد يوم؟، وإذا أردنا أن نحاسب لنبدأ من أنفسنا، أن نقاطع المنتج التركي، وننتهي عند تجّار الأزمات الذين يوصلون البضائع من بسكويت ومشروبات وفراريج مثلجة عبر طريق طويل وشاق، والنتيجة، من يقع في الفخ دائماً هو الفقير المسكين!.
سعاد سليمان