الوحدة: 1- 8- 2023
اختتمت جمعية العاديات بطرطوس نشاطها الذي ضم معرضاً لآثار المحافظة تحت عنوان : أبجدية من نور، وحفلاً فنياً لأطفال كورال هارموني، بمحاضرة قيمة، تحدث فيها مدير آثار طرطوس الأستاذ مروان حسن عن الأضرار التي تعرضت لها المواقع الأثرية في المحافظة بعد زلزال شباط 2023
وذلك مساء أمس الإثنين في صالة طرطوس القديمة على الكورنيش البحري، حيث يقام المعرض، وبحضور المهتمين بالشأن الثقافي.
قدمت للمحاضر رئيسة جمعية العاديات الدكتورة بتول عيسى، فهو المتخصص في الآثار، ويحمل البكالوريوس في الهندسة المعمارية، ومدير الجانب السوري في البعثة السورية الروسية المشتركة العاملة في الشواطئ المقابلة لمدينة طرطوس، وقد قام بتوثيق العديد من المباني، والمواقع الأثرية في الساحل السوري، وإعداد ملفات تسجيل على قائمة التراث الوطني، ودراسات ترميم لمواقع أثرية، والإشراف عليها.
الأستاذ مروان تحدث عبر محاضرته عن أمهات المواقع في طرطوس كعمريت وغيرها، وعن المدن المنسية بجرد القدموس كمثال، وعن المنشآت التي تشكل حالة تاريخية غير معروفة حتى اليوم، مؤكدا وجوب أن يتعرف عليها الناس ومقدما كشفاً دقيقاً عن الأضرار التي أصابت المواقع الأثرية، وضرورة وضع بيانات حولها حيث لم يتم الإعلان عنها حتى الآن.
وصنف المحاضر المخاطر الرئيسية التي تتعرض لها المواقع الأثرية فمنها ما هو مرتبط بالظواهر الطبيعية كالزلازل، والفيضانات والحرائق، ومنها ما يرتبط بالنشاطات الإنسانية غير السياحية كالتطور العمراني، والنشاطات الاقتصادية والتلوث البيئي، إضافة إلى مخاطر تتصل بالنمو، والتطور السياحي.
مؤكدا ضرورة وضع الخطط، واتباع الأساليب التي تقلل هذه الأضرار، وضرورة إظهار القيمة الثقافية، والسياحية للإرث الثقافي عبر تقويم مسبق للمخاطر التي يمكن لهذا الإرث أن يتعرض لها، والتي يمكن أن يواجهها الزوار وذلك عبر تطبيق إجراءات خاصة.
واستعرض المحاضر مجمل المواقع الأثرية في طرطوس متحدثاً عن أمهات المواقع كعمريت، وقلعة المرقب، والخوابي، وعن مواقع غير معروفة لكنها مهمة جدا مؤكداً أنها أشبه بالمدن المنسية كجرد القدموس حيث المعابد، والمنشآت التي تشكل حالة معضلية تاريخية، ووطنية، وضرورة تسليط الضوء عليها وتعريف الناس بها إذ تحمل قيماً، وعوامل اقتصادية هامة حين نعرف قيمتها وكيفية استثمارها.
وتحدث المحاضر عن قلعة المرقب، ووضع بيانات متكاملة لواقع الأضرار بعد زلزالي 6 و 20 شباط، والأضرار التي لم يعلن عنها، حيث كان الأهم في الأضرار البشرية.
و أكد وجود فريق آثار طرطوس الذي قيّمه بمرتبة “جيد”، وحسب الإمكانيات المتاحة مؤكداً حاجته لاهتمام أكبر من حيث التدريب، والتعليم، وأن الخطوة الأولى التي قاموا بها هي جولة على مجمل المواقع الأثرية، وتقديم مسودة استمارة للعمل ممنهجة، كما استعرض الصعوبات التي تعترض سير عملهم اليوم، والجهود التي بذلت خلال الفترة الماضية، حيث تم تقديم عمل مقارنة للأضرار التي كانت بسبب الزلزال، وليس لقدم البناء، وتهالكه ..وقلعة المرقب كانت المثال.
مؤكداً ضرورة إعادة فواصل العزل لبعض المناطق الأثرية، فواصل توسعت، وهي تشكل خطراً كبيراً على المباني، وقد تسبب انهيارات فيها، ويضيف: لكن الترميم يحتاج لإمكانيات كبيرة، ولتدخل دولي.
وتحدث عن تدخل المجتمع الأهلي في صافيتا كمتبرعين للمساعدة في هذا المجال، وعن مراسلات لعدة منظمات عالمية للدعم، والمساعدة، وعن البعثة الإيطالية السورية المشتركة لرفع الأنقاض في موقع عمريت.
واستعرض، وبالصور المنازل التراثية التي تعرضت للأذى من الزلزال، ومقام المولى حسن، وقلعة القدموس حيث المنازل المدمرة على سطح القلعة، وبرج أم حوش جنوب مدينة صافيتا الذي يشبه الحصن العسكري، وهو برج دفاعي، وقد انهارت أجزاء منه، والمتبقي في خطر.
وعن قلعة العليقة التي تظهر فيها الصدوع، والشروخ، وأما قلعة المرقب فيؤكد المحاضر أنها من أهم قلاع القرون الوسطى كما يؤكد وجود دراسات هامة، إذ يرتبط عمل الآثار بالهندسة ليكون عملاُ متكاملاً.
سعاد سليمان