العدد: 9351
الثلاثاء: 21-5-2019
لا تنقصنا ضغوط نفسية ومادية حتى يضيف عليها أصحاب (التكاسي والسرافيس) ضغوطاً أخرى متمثلة بزيادة التسعيرة وتغيير خطوط السير أو اختصارها، ولكل دوافعه في ذلك ومبرراته التي يتلطى خلفها وفي المحصلة كله على حساب المواطن.
أصحاب وسائط النقل الخاصة وجدوا في عجز الشركات العامة العاملة في ميدان النقل الجماعي فرصة لملء الفراغ وفرض تسعيرة مجنونة أو اقتصار حركتهم على محاور بعينها وسط ذهول الجميع وتساؤلهم أين الرقيب وإلى متى يحتاج الرقيب عندنا إلى رقيب؟
التساؤل لم يكن وليد الفراغ، فجوابه مرسوم على حركة كل عجلة لسيارة عمومية تدور لتطحن معها جيوب العباد وتستنزفها.
المشكلة تحتم علينا أن نبحث عند المعنيين وأن نسمع أنين الشاكين وهذا ما دفعنا لتلمس تلك المشكلة عسى ندفع بها إلى ميدان المعالجة والاهتمام فمن أين نبدأ؟
* نور ديبة: أعاني من مزاجية سائقي سرافيس الدائري الشمالي فأغلبها يتفادى الدخول للمشروع العاشر وأضافت: من المفروض أن تصل هذه السرافيس إلى نهاية الخط المخصص لها ولكنهم ينزّلون الركاب عند دوار الأزهري ليبدؤوا رحلة انتظار سرفيس آخر يتقيد بخط سيره والانتظار يطول.
* دعد بدور: نتغاضى عن عدم التزام سائقي السرافيس بالتسعيرة إلا أنهم لا يكتفون بذلك بل يخالفون خط سيرهم فإذا كانت محطة الراكب في آخر الخط يقومون بإنزاله متذرعين بحجج عديدة كعطل مفاجئ أو نفاذ الوقود.
* عبير فانوس: أجور (التكاسي) خيالية ولا يوجد التزام بتشغيل العداد ولولا الحالة الاضطرارية لا أستقلها أبداً فأجرة التنقل من دوار الثورة للمشروع العاشر تصل إلى ألف ليرة.
* فادي ميهوب: لا يلتزم سائقو (التكاسي) بالتسعيرة فهي حسب مزاجهم وقد ارتفعت لأضعاف في ظل عدم التقيد بتركيب عداد وأضاف: التسعيرة بالنسبة للمسافة التي تستغرق 4 دقائق نحو 800 ليرة.
* زهير سلمان: اعتدت على التأخر عن عملي فانتظار سرافيس بسنادا طويل دائماً، وهذا الخط ضعيف جداً ولا يغذّيه إلا عدد قليل من السرافيس ويضيف: حين يطل علينا سرفيس بسنادا نتزاحم ونتدافع للوصول إليه وسعيد الحظ من يحظى بمقعد به.
* شادية صقر: بعد أن انتقدت أحد سائقي (التكاسي) بسبب الأجرة المرتفعة التي طلبها لمسافة قصيرة بدأ السائق بإهانتي وهذا أمر غير مستغرب فهو كغيره من السائقين يعتبرون المواطن لقمة سائغة وهذا التمادي سببه غياب الرقابة عنهم.
* دينا سعيد: أنتظر يومياً أكثر من ساعة لأحظى بمقعد في سرفيس الدائري الشمالي وحين يطول انتظاري أستقل سيارة أجرة لأقع تحت رحمة سائق مجنون يوصلني لدوار الأزهري حيث تتجمع سرافيس الدائري الشمالي بعد أن يأخذ مني أجرة خيالية.
* ريم ونوس: أضع راتبي أجرة لتنقلاتي وأحياناً لا يغطيها فأنا أسكن في حي الأمريكان وبمجرد ذكر اسم الحي يطلب السائق أجراً مضاعفاً يصل إلى 1500 ليرة بحجة غلاء البنزين والانتظار الطويل أمام محطات الوقود.
* عبد الله سعود: نحن نعاني من مزاجية سائقي سرافيس الدائري الشمالي وتذمرهم من دخول المشروع العاشر والآن وبعد إغلاق الفتحة الواقعة بعد مطعم مانويلا امتنعوا عن الدخول نهائياً بحجة أن مخصصات الوقود لا تكفيهم.
* سمر إدريس: يستغل سائقو السرافيس تردي الوضع المعيشي للمواطنين فيطبقون عليهم قوانين أصدروها بأنفسهم كعدم التقيد بالتسعيرة وإحراج كل شخص يكتفي بدفع التسعيرة النظامية بحجة أنها غير كافية ولا تتناسب مع الأوضاع الحالية.
أنين معاكس
أصحاب (السرافيس والتكاسي) الخاصة وعندما سألنا بعضهم عن مبررات تقاضي أسعار مضاعفة جاءنا رد يحمل هو الآخر أنيناً من نوع آخر فمسبب المشكلة لديه مشكلة كما وصفها لا تقل في حرارتها عن شكوى المواطنين.
وقد بدأ هؤلاء بالحديث عن نقص مخصصات الوقود وشرائه أغلب الأحيان بأسعار مضاعفة مضافاً إليه السعر المجنون لقطع التبديل وغياب الأصلي منها وتراجع نوعية الإطارات وغير ذلك الكثير ومنها التوقفات الطارئة والأعطال والازدحام ووعورة الطريق وكل ذلك يؤدي إلى تردي خدمات النقل ويدفع بنا لمضاعفة التسعيرة.
مع أصحاب الشأن…
الجهتان المعنيتان بالمعالجة هما فرع المرور ومديرية التموين وأمامهما عرضنا ما في جعبتنا من مشكلات..
مدير تموين اللاذقية السيد إياد جديد أكد أن المشكلة القديمة الجديدة التي تفسح في المجال دائماً لأصحاب (التكاسي) أن يتمادوا في تقاضي التسعيرة التي تشبع شجعهم هي غياب التعاون وضعف الثقة بين المواطن وأجهزة الرقابة التموينية، فنحن وكما يعرف الجميع نتحرك بموجب شكوى المواطن، فهي بوصلة عملنا وإلا من أين لنا أن نعرف أن هذا السائق أو ذاك قد تقاضى سعراً مضاعفاً وأضاف السيد جديد: إن غياب ثقافة الشكوى والسكوت عن الحق تجنباً لمشكلات لاحقة هو ما يدفع المواطن للسكوت والتنازل عن حقه وهذا ما يترك الباب مفتوحاً ليدخل منه كل جشع وطماع ومتمرد على التعرفة التموينية.
وذكر السيد جديد: في الآونة الأخيرة نعترف أن غبناً كبيراً أصاب راكبي التكسي بفعل ذرائع عديدة سوقها أصحاب (التكاسي) الخاصة وفي مقدمتها قلة الوقود وعدم كفايته ونحن نقول : قد يكون في ذلك بعض الصواب أما أن يضاعفوا التسعيرة بأكثر من ضعفين فهذا تجنٍ على العباد لا يمكن السكوت عنه أو التقاعس في مواجهته.
وأهاب السيد جديد بالمواطنين في نهاية حديثه أن يبادروا بالاتصال بالرقم 119 وهو رقم الشكايات التموينية إذا لم يكن بإمكانهم الحضور وتقديم الشكوى مبيناً أن الاتصال لازال في حدوده الدنيا وهذا أيضاً يعكس غياب ثقافة الشكوى.
تعاون المواطن مهم
من جهته العقيد لبيب يوسف رئيس فرع المرور وبعد أن نقلنا له شكوى المواطنين المتصلة باختصار خطوط السير وامتناع السائقين عن الالتزام بالتعليمات المتصلة بخطوط السير وبخاصة سرافيس الدائري الشمالي، كانت استجابته سريعة حيث بادر على الفور بإرسال دورية إلى محور سرافيس الدائري الشمالي وتمنى علينا أن نزوده ما استطعنا بجميع الشكاوى التي ترد إلينا وأضاف: إن معالجة موضوع عدم التقيد بخطوط السير لا تكلف المواطن سوى إبلاغ أي دورية شرطة عن هذه المخالفة التي تعرض لها مؤكداً انتشار الدوريات بشكل مكثف ودائم وبيّن أن تعاون المواطن مع دوريات الشرطة يشكل ردعاً قوياً للمخالفين حيث أن كل عملية عدم وصول تضبطها دوريات الشرطة هي مخالفة غرامتها 4 آلاف ليرة وحسم 4 نقاط في حين أن الإبلاغ عن المخالفة يؤدي إلى حجز السرفيس لوجود الحق الشخصي
ويتابع: واجبنا متابعة المخالفات وقمعها إلا أن الشكوى تشكل عامل ردع أقوى ضد المخالفين.
وبيّن أن معالجة موضوع الازدحام والضعف في بعض الخطوط مرده إلى نقص باصات النقل الداخلي وأشار إلى أنه تم تنظيم قائمة بالسرافيس المتسربة التي وصل عددها إلى 284 سرفيساً حيث أرسلنا كتاباً للمحافظ لإعادتهم للعمل أو توقيف مخصصات المازوت لهم واختتم بالقول: إن تعاون المواطن مع الشرطة هو ضمان لحقوقه وتحصين لكرامته ضد أي تلاعب أو ابتزاز.
ياسمين شعبان
حليم قاسم