العروبـــة وموقعهـــا الحضــــاري في محاضـــرة فكريـــة

العـــــدد 9351

الثلاثـــــــاء 21 أيار 2019

 

من المفيد أن تبقى القضايا الفكرية مفتوحة للنقاش، للرأي والرأي الآخر، لحق الاختلاف الذي يفسد للود قضية عندما يراعي آداب الحوار وحق الآخرين بطرح آرائهم وقناعاتهم وذلك ما يغني ساحة الفكر والثقافة، بهذه العبارات استهل الأستاذ حسن أحمد محاضرته التي حملت عنوان: العروبة وموقعها الحضاري وذلك في صالة الجولان بمقر فرع اتحاد الكتّاب العرب في اللاذقية ونظراً لأهمية المحاضرة نسلط الضوء على أهم ما جاء فيها من أفكار وقضايا أغنت موضوع المحاضرة..
بداية أوضح المحاضر أحمد: أن العروبة والإسلام ليسا نقيضين وليسا توءمين والجميع بينهما ممكن أن يكون الأمر لا مناص من الاستجابة له، ووصف التلازم بينهما يقع في باب الرغبة والواقع التاريخي أكثر منه ضرورة فكرية يقتضيها وجودهما والحقيقة تشير إلى حضور العروبة في شمال شبه الجزيرة مرافقاً بقوة لحضورها فيها، فقد كان الشعراء يرتحلون منها إلى بلاد الشام والعراق ليمدحوا بشعرهم العربي أمراء الغساسنة والمناذرة العرب كما كانت التجارة تتم مع عرب تلك المناطق وفي تلك الرحلات التجارية التقى محمد بن عبد الله (ص) النبي لاحقاً بالراهب بحيرى في بصرى الشام وتكلما بلغة محمد العربية، كما أن العرب سجلوا أول حضور تاريخي لهم في القرن التاسع قبل الميلاد والإسلام وجد في بداية العقد الثالث من القرن السابع الميلادي، وأكد أحمد على مصطلح العروبة والإسلام (استخدام حرف العطف) وهو أحد دلالات الاستقلالية التي لا ينكرها أحد مع بيان التأثر والتأثير وحذر المحاضر من خطر نفي الهوية القومية لصالح الهوية العقدية مع التركيز على أن تحقق أية بنية اجتماعية استقلالها المفهومي والخروج من تبعيتها لغيرها أولاً، بعد ذلك تكون علاقاتها مع غيرها قوية بقوة تعبيرها عن ذاتها.
وشدد المحاضر على قوة الشخصية العربية وما تمتعت به من ميزان أبرزها شعر المديح والفخر وكثرة الشخصيات التي كانت ذات حضور مميز سواء من الأحناف أو الأجواد مثل حاتم الطائي ورجال ذوي كفاءة عقلية وحضور فاعل مثل الهرم بن سنان والحارث بن عوف ومن حضره الإسلام فأسلم كالأحنف بن قيس إضافة إلى القادة والشعراء مثل الشاعر الشنفرى وقصيدته لامية العرب.
وختم المحاضر حسن أحمد محاضرته بالقول: إن طيفاً واسعاً من الفكر والثقافة كان قادراً عبر الزمن الممتد أن يصنع الشخصية العربية المتميزة بروحانية لا تنكر، جاء الإسلام فعززها وأبقاها ولم يتنكر لها ما يعني حضورها وحضور الدور الحضاري العربي السابق للإسلام والمستقل بوجوده فلا يصح تغييبه ليست العروبة طارئة على الإسلام لقد أعلن القرآن أنه نزل باللسان العربي كما أن محمداً هو النبي العربي ما يعني: أن العروبة كانت سابقة للإسلام والعرب لهم حضورهم التاريخي المستقل قبل الإسلام وبمرافقته وحضوره دون القدرة على إلغاء هذه الحقيقة.

رفيدة أحمد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار