العـــــدد 9351
الثلاثـــــــاء 21 أيار 2019
منذ زمن ليس بالقصير، كان الحديث عن مؤثرات التطور التكنولوجي والتقدم العلمي، وكثر النقاش عمّا يتمثّل هذا الحدث ومنعكساته، وذاك التطور ومعطياته، وما كان له من أثر في مجالات السياسة والثقافة والاقتصاد والاجتماع وغير ذلك من مجالات الحياة الأخرى، والحديث عمَّن يمثلون الرواد في كل حقل وقطاع، وإلى أي عمق تمّ التواصل وانتشرت ألوان النشاط التي حرّض البعض منها فينا العقول وأزكتها على إعادة النظر في كثير من الثوابت الفكرية والمبادئ المترسخة من قبل، التي كانت وبدت قناعات ثابتة متكلسة يصعب تغيرها أو شيئاً منها..
نقيم الندوات ونعقد اللقاءات والمؤتمرات وما زلنا نجري الحوارات والأحاديث سعياً إلى تكوين انطباع متكامل عن تلك المستجدات التي ظهرت حينها وقد سبقها من مناسبات سمّوها بعصر النهضة أو اليقظة..
كل ذلك من مواقف جرت وتجري من أجل استخلاص النتائج النافعة لتكون انعكاساتها خير صالح الفرد والمجتمع، لكن السؤال المطروح، ما قيمة الحقائق إن ظلّت غارقة في سرير الحلم؟ كما النقد البنّاء والإشارة إلى الأخطاء، حين لا تسمعها الأذن الطرشاء، ولا تراها العين العمياء.
يصوّر البعض لنا، أنّ التفتّح والإبداع واليقظة وما وصلنا إليه أو جاءنا عبر تلك السنين وربما القادمات منها.. هو عصر نهضة واستنشاق الهواء الطلق، قد شارك هو فيه، وجعل النور يتدفق في الطرقات والدماء في الشرايين، ونسي أنّه هو من يضع العصي في العجلات ويدق المسامير في الدروب..
في حقيقة الأمر إنّ كل ما وصلنا إليه هو تراكم كمي لتجارب العمال والمنتجين والعقول المبدعة، أفرزت تطوراً ساهم في مجالات الحياة المختلفة، كحقل من سنابل القمح والضياء وأنبتناه بالجهد والعطاء وجاء غيرنا يحصده..
نحن ما زلنا نجتمع ونتجادل ونحفر تحت.. ونقص الأجنحة وننتف الريش، لكن من يجلس على المقعد ليس بباق، سيغادره بعد حين، وما يبقى طيف انطباع سريع.
بسام نوفل هيفا