الوحدة : 18-6-2023
من كراج الفاروس بدأت رحلة البحث عن قرية الكاملية، البعض قال عبر برنة وآخرون من المشيرفة أو القلوف، ويبدو أن الكاملية ليس لها من اسمها أي نصيب، فقد أصبحت هذه القرية تشبه الجرود البعيدة عن متناول المدن وصخب العيش فيها، يعمل سكّانها بالزراعات الحقلية وتشتهر بإنتاج الحمضيات والزيتون، مع العلم أنها قريبة نسبياً من كرسانا والمغريط والمشيرفة وكذلك برنة، ويتشابه معها بالمصير والمعاناة كل من الرواس والخابورية وعين السنديانة وخرصبو، أهالي (الكاملية) وتحديداً الطلاب والموظفون يعانون الأمرين في طريقة وكيفية الوصول إلى المدينة صباحاً، والانعدام الكامل لوسائل النقل عند العودة إليها، فلا باص ولا سرفيس ولا هم يحزنون، قدرهم تصنعه همّتهم في السير مبكراً باتجاه المشيرفة نقطة وصول سرافيسها، وما ندر ممن يسعى سعيه خلف درّاجة نارية تحمل فوق طاقتها من الأشخاص، وعبر إحصائية بسيطة، نجد أن غالبية المنازل لديها طالب أو أكثر أو صاحب عمل اضطروا للخروج من القرية لتأمين الحياة العملية عبر استئجار منزل بالضواحي القريبة كسقوبين، وبالتالي هجرة قسرية بسبب انعدام النقل، أضف إلى ذلك سوء التغطية الخلوية في الكاملية لكلا الشبكتين معتبرين برج القرية للفرجة فقط، وما يثير الاستغراب هو التداخل الجغرافي والتبعية الإدارية، فالكاملية تتبع لبلدية الشبطلية (البعيدة) من كافة النواحي الخدمية وهذا يشكّل عبئاً يؤرق وصول المضطرين إلى هناك ولو لأبسط الأمور، ويؤكد الأهالي سوء طريق الكاملية – برنة وهي وعرة وخالية من الزفت، ونفس الوضع يقع على طريق الكاملية – أرض النهر – برنة وهذه الطرق تعتبر شريان تلك المناطق للوصول إلى الحيازات الزراعية.
أهالي هذه القرية الجميلة يناشدون المعنيين للنظر بأحوالهم، والقيام بصيانة الطرق فيها، وكذلك تفعيل برج التغطية الخلوية وإلزام السرافيس بالوصول إليها ولو لرحلات محدودة.
سليمان حسين